الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ، ذكر في هذه الآية الكريمة أن عيسى وأمه كانا يأكلان الطعام ، وذكر في مواضع أخر أن جميع الرسل كانوا كذلك ، كقوله : وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام الآية [ 25 \ 20 ] ، وقوله : وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام الآية [ 21 \ 8 ] ، وقوله : وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام الآية [ 25 \ 7 ] ، وقوله تعالى : انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ، معنى قوله : [ ذ \ 75 ] ، يؤفكون يصرفون عن الحق ، والمراد بصرفهم عنه ، قول بعضهم : إن الله هو المسيح ابن مريم ، وقول بعضهم : إن الله ثالث ثلاثة ، وقول بعضهم : عزير ابن الله ، سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وعلى من يقول ذلك لعائن الله إلى يوم القيامة ، فإنهم يقولون هذا الأمر الذي لم يقل أحد أشنع منه ولا أعظم ، مع ظهور أدلة التوحيد المبينة له ، ولذا قال تعالى : انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون ، على سبيل التعجب من أمرهم ، كيف يؤفكون إلى هذا الكفر مع وضوح أدلة التوحيد ؟ !

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية