nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29012وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا .
وأوحى عطف على فقضاهن .
والوحي : الكلام الخفي ، ويطلق الوحي على حصول المعرفة في نفس من يراد حصولها عنده دون قول ، ومنه قوله تعالى حكاية عن
زكرياء nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13فأوحى إليهم أي أومأ إليهم بما دل على معنى : سبحوا بكرة وعشيا . وقول
أبي داود :
يرمون بالخطب الطوال وتارة وحي الملاحظ خيفة الرقباء
ثم يتوسع فيه فيطلق على
nindex.php?page=treesubj&link=29565إلهام الله تعالى المخلوقات لما تتطلبه مما فيه صلاحها كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا أي جبلها على إدراك ذلك وتطلبه ، ويطلق على تسخير الله تعالى بعض مخلوقاته لقبول أثر قدرته كقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت الأرض زلزالها إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بأن ربك أوحى لها .
والوحي في السماء يقع على جميع هذه المعاني من استعمال اللفظ في حقيقته ومجازاته ، فهو أوحى في السماوات بتقادير نظم جاذبيتها ، وتقادير سير
[ ص: 251 ] كواكبها ، وأوحى فيها بخلق الملائكة فيها ، وأوحى إلى الملائكة بما يتلقونه من الأمر بما يعملون ، قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27وهم بأمره يعملون وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=20يسبحون الليل والنهار لا يفترون .
وأمرها بمعنى شأنها ، وهو يصدق بكل ما هو من ملابساتها من سكانها وكواكبها وتماسك جرمها والجاذبية بينها وبين ما يجاورها . وذلك مقابل قوله في خلق الأرض
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها .
وانتصب ( أمرها ) على نزع الخافض ، أي بأمرها أو على تضمين أوحى معنى قدر أو أودع .
ووقع الالتفات من طريق الغيبة إلى طريق التكلم في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وزينا السماء الدنيا بمصابيح تجديدا لنشاط السامعين لطول استعمال طريق الغيبة ابتداء من قوله بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9الذي خلق الأرض في يومين مع إظهار العناية بتخصيص هذا الصنع الذي ينفع الناس دينا ودنيا وهو
nindex.php?page=treesubj&link=31762خلق النجوم الدقيقة والشهب بتخصيصه بالذكر من بين عموم
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وأوحى في كل سماء أمرها ، فما السماء الدنيا إلا من جملة السماوات ، وما النجوم والشهب إلا من جملة أمرها .
والمصابيح : جمع مصباح ، وهو ما يوقد بالنار في الزيت للإضاءة وهو مشتق من الصباح لأنهم يحاولون أن يجعلوه خلفا عن الصباح . والمراد بالمصابيح النجوم ، استعير لها المصابيح لما يبدو من نورها .
وانتصب ( حفظا ) على أنه مفعول لأجله لفعل محذوف دل عليه فعل زينا ، والتقدير : وجعلناها حفظا . والمراد : حفظا للسماء من الشياطين المسترقة للسمع . وتقدم الكلام على نظيره في سورة الصافات .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29012وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا .
وَأَوْحَى عَطْفٌ عَلَى فَقَضَّاهُنَّ .
وَالْوَحْيُ : الْكَلَامُ الْخَفِيُّ ، وَيُطْلَقُ الْوَحْيُ عَلَى حُصُولِ الْمَعْرِفَةِ فِي نَفْسِ مَنْ يُرَادُ حُصُولُهَا عِنْدَهُ دُونَ قَوْلٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى حِكَايَةً عَنْ
زَكَرِيَّاءَ nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=13فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَيْ أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ بِمَا دَلَّ عَلَى مَعْنَى : سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا . وَقَوْلُ
أَبِي دَاوُدَ :
يَرْمُونَ بِالْخُطَبِ الطُّوَالِ وَتَارَةً وَحْيَ الْمَلَاحِظِ خِيفَةَ الرُّقَبَاءِ
ثُمَّ يُتَوَسَّعُ فِيهِ فَيُطْلَقُ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29565إِلْهَامِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَخْلُوقَاتِ لِمَا تَتَطَلَّبُهُ مِمَّا فِيهِ صَلَاحُهَا كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=68وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا أَيْ جَبَلِهَا عَلَى إِدْرَاكِ ذَلِكَ وَتَطَلُّبِهِ ، وَيُطْلَقُ عَلَى تَسْخِيرِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْضَ مَخْلُوقَاتِهِ لِقَبُولِ أَثَرِ قُدْرَتِهِ كَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=5بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا .
وَالْوَحْيُ فِي السَّمَاءِ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْمَعَانِي مِنِ اسْتِعْمَالِ اللَّفْظِ فِي حَقِيقَتِهِ وَمَجَازَاتِهِ ، فَهُوَ أَوْحَى فِي السَّمَاوَاتِ بِتَقَادِيرِ نُظُمِ جَاذِبِيَّتِهَا ، وَتَقَادِيرِ سَيْرِ
[ ص: 251 ] كَوَاكِبِهَا ، وَأَوْحَى فِيهَا بِخَلْقِ الْمَلَائِكَةِ فِيهَا ، وَأَوْحَى إِلَى الْمَلَائِكَةِ بِمَا يَتَلَقَّوْنَهُ مِنَ الْأَمْرِ بِمَا يَعْمَلُونَ ، قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=27وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=20يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ .
وَأَمْرَهَا بِمَعْنَى شَأْنِهَا ، وَهُوَ يَصْدُقُ بِكُلِّ مَا هُوَ مِنْ مُلَابَسَاتِهَا مِنْ سُكَّانِهَا وَكَوَاكِبِهَا وَتَمَاسُكِ جِرْمِهَا وَالْجَاذِبِيَّةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَا يُجَاوِرُهَا . وَذَلِكَ مُقَابِلُ قَوْلِهِ فِي خَلْقِ الْأَرْضِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=10وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا .
وَانْتَصَبَ ( أَمْرَهَا ) عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ ، أَيْ بِأَمْرِهَا أَوْ عَلَى تَضْمِينِ أَوْحَى مَعْنَى قَدَّرَ أَوْ أَوْدَعَ .
وَوَقَعَ الِالْتِفَاتُ مِنْ طَرِيقِ الْغَيْبَةِ إِلَى طَرِيقِ التَّكَلُّمِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ تَجْدِيدًا لِنَشَاطِ السَّامِعِينَ لِطُولِ اسْتِعْمَالِ طَرِيقِ الْغَيْبَةِ ابْتِدَاءً مِنْ قَوْلِهِ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=9الَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ مَعَ إِظْهَارِ الْعِنَايَةِ بِتَخْصِيصِ هَذَا الصُّنْعِ الَّذِي يَنْفَعُ النَّاسَ دِينًا وَدُنْيَا وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=31762خَلْقُ النُّجُومِ الدَّقِيقَةِ وَالشُّهُبِ بِتَخْصِيصِهِ بِالذِّكْرِ مِنْ بَيْنِ عُمُومِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، فَمَا السَّمَاءُ الدُّنْيَا إِلَّا مِنْ جُمْلَةِ السَّمَاوَاتِ ، وَمَا النُّجُومُ وَالشُّهُبُ إِلَّا مِنْ جُمْلَةِ أَمْرِهَا .
وَالْمَصَابِيحُ : جَمْعُ مِصْبَاحٍ ، وَهُوَ مَا يُوقَدُ بِالنَّارِ فِي الزَّيْتِ لِلْإِضَاءَةِ وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الصَّبَاحِ لِأَنَّهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَجْعَلُوهُ خَلَفًا عَنِ الصَّبَاحِ . وَالْمُرَادُ بِالْمَصَابِيحِ النُّجُومُ ، اسْتُعِيرَ لَهَا الْمَصَابِيحُ لِمَا يَبْدُو مِنْ نُورِهَا .
وَانْتَصَبَ ( حِفْظًا ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لِأَجْلِهِ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ فِعْلُ زَيَّنَّا ، وَالتَّقْدِيرُ : وَجَعَلْنَاهَا حِفْظًا . وَالْمُرَادُ : حِفْظًا لِلسَّمَاءِ مِنَ الشَّيَاطِينِ الْمُسْتَرِقَةِ لِلسَّمْعِ . وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى نَظِيرِهِ فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ .