الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
[ بناء مسجد رسول الله ]

فبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، وجعل عضادتيه الحجارة وسواريه جذوع النخل وسقفه جريدها بعد أن نبش قبور المشركين وسواها وسوى الخرب وقطع النخل. وعمل فيه المسلمون حسبة.

ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة في الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني [ فيها ] مسجده وبيوته، فوجد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدا شديدا، وقد كان كواه من ذبحة نزلت به، وكان نقيبا في بني النجار، فلم يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده عليهم نقيبا.

مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار

رضي الله عنهم أجمعين

وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بنائه المسجد بين الأنصار والمهاجرين. وقد قيل إن المؤاخاة كانت، والمسجد يبنى، بين المهاجرين والأنصار على المواساة والحق، فكانوا يتوارثون [ ص: 89 ] بذلك دون القرابات حتى نزلت: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) .

روى أبو داود الطيالسي عن سليمان بن معاذ عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس ، قال:

آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه: المهاجرين والأنصار، وورث بعضهم من بعض، حتى نزلت: ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ) .

وذكر سعيد بن داود ، قال: بلغنا وكتبنا عن شيوخنا أنه صلى الله عليه وسلم:

آخى يومئذ بين أبي بكر الصديق وخارجة بن زيد بن أبي زهير ، وبين عمر بن الخطاب وعويم بن ساعدة، قال: ويقال بين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء. قال: وقيل أيضا بين عمر وعتبان بن مالك ، وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت، وبين علي بن أبي طالب وسهل بن حنيف، وبين زيد بن حارثة وأسيد بن الحضير، وبين أبي مرثد الغنوي وعبادة بن الصامت، وبين الزبير وكعب بن مالك ، وبين طلحة وأبي بن كعب، وبين سعد [ بن أبي وقاص ] وسعد بن معاذ ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وبين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت، وبين أبي حذيفة بن عتبة وعباد بن بشر، وبين عتبة بن غزوان وأبي دجانة، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب، وبين ابن مسعود ومعاذ بن جبل ، وبين أبي سلمة بن عبد الأسد وسعد بن خيثمة، وبين عمار وحذيفة [ بن اليمان ] ، وبين أبي عبيدة ومحمد بن [ ص: 90 ] مسلمة، وبين عثمان بن مظعون وأبي الهيثم بن التيهان، وبين سلمان [ الفارسي ] وأبي الدرداء.

التالي السابق


الخدمات العلمية