الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون

                                                                                                                                                                                                                                      وأصبح الذين تمنوا مكانه منزلته بالأمس منذ زمان قريب. يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر أي: يفعل كل واحد من البسط والقدر، بمحض مشيئته لا لكرامة توجب البسط، ولا لهوان يقتضي القبض، وويكأن عند البصريين مركب من "وي" للتعجيب، و "كأن" للتشبيه. والمعنى: ما أشبه الأمر أن الله يبسط ... إلخ. وعند الكوفيين من ويك بمعنى: ويلك وأن. وتقديره: ويك أعلم أن الله، وإنما يستعمل عند التنبه على الخطأ، والتندم. والمعنى أنهم قد تنبهوا على خطئهم في تمنيهم، وتندموا على ذلك. لولا أن من الله علينا بعدم إعطائه إيانا ما تمنيناه، وإعطائنا مثل ما أعطاه إياه، وقرئ: (لولا من الله علينا لخسف بنا كما خسف به)، وقرئ: (لخسف بنا) على البناء للمفعول، و "بنا" هو القائم مقام الفاعل، وقرئ: (لانخسف بنا) كقولك: أنقطع به، وقرئ: (لتخسف بنا) ويكأنه لا يفلح الكافرون لنعمة الله تعالى، أو المكذبون برسله، وبما وعدوا من ثواب الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية