الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الخضاب

                                                                                                          1752 حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود قال وفي الباب عن الزبير وابن عباس وجابر وأبي ذر وأنس وأبي رمثة والجهدمة وأبي الطفيل وجابر بن سمرة وأبي جحيفة وابن عمر قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في الخضاب ) أي تغيير لون شيب الرأس واللحية .

                                                                                                          قوله : ( غيروا الشيب ) أي بالخضاب ( ولا تشبهوا ) بحذف إحدى التاءين ( باليهود ) أي في ترك خضاب الشيب ، وفي رواية أحمد وابن حبان زيادة " والنصارى " وفي رواية الشيخين : إن [ ص: 354 ] اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم . قال في النيل : يدل هذا الحديث على أن العلة في شرعية الصباغ وتغيير الشيب هي مخالفة اليهود والنصارى ، وبهذا يتأكد استحباب الخضاب وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبالغ في مخالفة أهل الكتاب ويأمر بها . وهذه السنة قد كثر اشتغال السلف بها ، ولهذا ترى المؤرخين في التراجم لهم يقولون : وكان يخضب وكان لا يخضب . قال ابن الجوزي : قد اختضب جماعة من الصحابة والتابعين . وقال أحمد بن حنبل وقد رأى رجلا قد خضب لحيته : إني لأرى رجلا يحيي ميتا من السنة وفرح به حين رآه صبغ بها انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن الزبير وابن عباس وجابر وأبي ذر وأنس وأبي رمثة والجهدمة وأبي الطفيل وجابر بن سمرة وأبي جحيفة وابن عمر ) أما حديث الزبير وهو ابن العوام فأخرجه ابن أبي عاصم من حديث هشام عن أبيه عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ) كذا في عمدة القاري ورواه النسائي أيضا . وأما حديث ابن عباس فأخرجه أبو داود والنسائي عنه مرفوعا : يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد الحديث ، وسيأتي بتمامه وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد . وأما حديث جابر وهو ابن عبد الله فأخرجه الجماعة إلا البخاري والترمذي عنه قال : " جيء بأبي قحافة يوم الفتح " الحديث وسيأتي بتمامه . وأما حديث أبي ذر فأخرجه الترمذي في هذا الباب . وأما حديث أنس فأخرجه أحمد وسيأتي . وأما حديث أبي رمثة فأخرجه أحمد عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالحناء والكتم وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه ، وفي لفظ لأحمد والنسائي وأبي داود . أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أبي وله لمة بها ردع من حناء ، ردع بالعين المهملة أي لطخ يقال به ردع من دم أو زعفران ، كذا في المنتقى والنيل . وأما حديث الجهدمة وأبي الطفيل وجابر بن سمرة وأبي جحيفة فلينظر من أخرجها . وأما حديث ابن عمر فأخرجه النسائي .

                                                                                                          قوله : ( وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ) وأخرج معناه الشيخان وغيرهما .




                                                                                                          الخدمات العلمية