الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين ( 14 ) فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ( 15 ) )

يقول تعالى ذكره : قال هؤلاء الذين أحل الله بهم بأسه بظلمهم لما نزل بهم بأس الله : يا ويلنا إنا كنا ظالمين بكفرنا بربنا ، فما زالت تلك دعواهم يقول فلم تزل دعواهم ، حين أتاهم بأس الله ، بظلمهم أنفسهم : ( ياويلنا إنا كنا ظالمين ) [ ص: 419 ] حتى قتلهم الله ، فحصدهم بالسيف كما يحصد الزرع ويستأصل قطعا بالمناجل ، وقوله ( خامدين ) يقول : هالكين قد انطفأت شرارتهم ، وسكنت حركتهم ، فصاروا همودا كما تخمد النار فتطفأ .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( فما زالت تلك دعواهم ) . . . الآية : فلما رأوا العذاب وعاينوه لم يكن لهم هجيرى إلا قولهم ( يا ويلنا إنا كنا ظالمين ) حتى دمر الله عليهم وأهلكهم .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ( قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) يقول : حتى هلكوا .

كما حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج قال ابن عباس ( حصيدا ) الحصاد ( خامدين ) خمود النار إذا طفئت .

حدثنا سعيد بن الربيع قال : ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : إنهم كانوا أهل حصون ، وإن الله بعث عليهم بختنصر ، فبعث إليهم جيشا فقتلهم بالسيف ، وقتلوا نبيا لهم فحصدوا بالسيف ، وذلك قوله ( فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) بالسيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية