الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ( 17 ) )

يقول تعالى ذكره : لو أردنا أن نتخذ زوجة وولدا لاتخذنا ذلك من عندنا ، ولكنا لا نفعل ذلك ، ولا يصلح لنا فعله ولا ينبغي ، لأنه لا ينبغي أن يكون لله ولد ولا صاحبة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سليمان بن عبيد الله الغيداني قال : ثنا أبو قتيبة قال : ثنا سلام بن مسكين قال : ثنا عقبة بن أبي حمزة قال : شهدت الحسن بمكة ، قال : وجاءه طاوس وعطاء ومجاهد فسألوه عن قول الله تبارك وتعالى ( لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذنا ) قال الحسن : اللهو : المرأة .

حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال : ثنا بقية بن الوليد عن علي بن هارون عن محمد عن ليث عن مجاهد في قوله ( لو أردنا أن نتخذ لهوا ) قال : زوجة .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( لو أردنا أن نتخذ لهوا ) . . . الآية ، أي أن ذلك لا يكون ولا ينبغي . واللهو بلغة أهل اليمن المرأة .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ( لو أردنا أن نتخذ لهوا ) قال : اللهو في بعض لغة أهل اليمن : المرأة ( لاتخذناه من لدنا ) .

وقوله ( إن كنا فاعلين ) حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قوله ( إن كنا فاعلين ) يقول : ما كنا فاعلين .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج قال : قالوا مريم صاحبته ، وعيسى ولده ، فقال تبارك وتعالى ( لو أردنا أن نتخذ لهوا ) [ ص: 421 ] نساء وولدا ( لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ) قال : من عندنا ، ولا خلقنا جنة ولا نارا ، ولا موتا ولا بعثا ولا حسابا .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( لاتخذناه من لدنا ) من عندنا ، وما خلقنا جنة ولا نارا ولا موتا ولا بعثا .

التالي السابق


الخدمات العلمية