الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ( 29 ) )

يقول تعالى ذكره : ومن يقل من الملائكة إني إله من دون الله ( فذلك ) الذي يقول ذلك منهم ( نجزيه جهنم ) يقول : نثيبه على قيله ذلك جهنم ( كذلك نجزي الظالمين ) يقول : كما نجزي من قال من الملائكة إني إله من [ ص: 430 ] دون الله جهنم ، كذلك نجزي ذلك كل من ظلم نفسه ، فكفر بالله وعبد غيره ، وقيل : عنى بهذه الآية إبليس ، وقال قائلو ذلك : إنما قلنا ذلك ، لأنه لا أحد من الملائكة قال : إني إله من دون الله سواه .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج ( ومن يقل منهم ) قال : قال ابن جريج : من يقل من الملائكة إني إله من دونه; فلم يقله إلا إبليس دعا إلى عبادة نفسه ، فنزلت هذه في إبليس .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) وإنما كانت هذه الآية خاصة لعدو الله إبليس لما قال ما قال ، لعنه الله وجعله رجيما ، فقال ( فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) .

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة ( ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ) قال : هي خاصة لإبليس .

التالي السابق


الخدمات العلمية