الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 139 ] وقوله: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس ؛ ويقرأ: "في المجلس"؛ وتقرأ: "تفاسحوا"؛ وجاء في التفسير أن المجلس ههنا يعنى به مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وقيل في المجالس: مجالس الحرب؛ مثل قوله (تعالى): مقاعد للقتال ؛ فأما ما أمروا به في مجلس النبي - عليه السلام -؛ فقيل: إن الآية نزلت بسبب عبد الله بن شماس؛ وكان من أهل الصفة؛ وكان من يجلس في مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذوي الغنى والشرف كأنهم لا يوسعون لمن هو دونهم؛ فأمر الله المؤمنين بالتواضع؛ وأن يفسحوا في المجلس لمن أراد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ليتساوى الناس بالأخذ بالحظ منه؛ وإذا قيل انشزوا فانشزوا ؛ أي: إذا قيل: انهضوا - "قوموا" - فانهضوا؛ وهذا كما قال: ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم ؛ وقيل أيضا: وإذا قيل انشزوا فانشزوا ؛ أي: إذا قيل: "قوموا لصلاة؛ أو قضاء حق؛ أو شهادة"؛ فانشزوا؛ ويجوز: "انشروا فانشروا"؛ جميعا يقرأ بهما؛ ويرويان عن العرب؛ "نشر؛ ينشر؛ وينشز".

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ؛ والدليل على فضل أهل العلم ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عبادة العالم يوما واحدا تعدل عبادة العابد الجاهل أربعين سنة".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية