الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يوم هم على النار يفتنون [13]

                                                                                                                                                                                                                                        اختلف النحويون في نصب "يوم" فقال أبو إسحاق : موضعه نصب ، والمعنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون ، والنحويون غيره يقولون : يوم في موضع رفع على البدل من قوله ( أيان يوم الدين ) وتكلموا في نصبه فقال الفراء : لأنه أضيف إلى شيئين ، وأجاز الرفع فيه على أصله ، وقال غيره : لأنها إضافة غير محضة . ومذهب الخليل وسيبويه أن ظروف الزمان غير متمكنة فإذا أضيف إلى غير معرب أو إلى جملة مثل هذه بنيت على الفتح ، وأجازا : مضى يوم قام ، وأنشد النحويون وأصحاب الغريب لامرئ القيس :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 238 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ويوم عقرت للعذارى مطيتي



                                                                                                                                                                                                                                        بنصب "يوم" وموضعه رفع على رواية من روى "ولا سيما يوم" وخفض على رواية من روى "ولا سيما يوم" . قال أبو جعفر : ولا نعلم أحدا رفعه ولا خفضه ، والقياس يوجب إجازة هذين . روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس ( يوم هم على النار يفتنون ) قال : يعذبون . وقال محمد بن يزيد : هو من قولهم : فتنت الذهب والفضة إذا أحرقتهما لتختبرهما وتخلصهما . وقال بعض المتأخرين : لما كانت الفتنة في اللغة هي الاختبار لم تخرج عن بابها والمعنى عليها صحيح ، والتقدير يوم هم على النار يختبرون فيقال : ( ما سلككم في سقر ) .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية