الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ؛ معنى "استحوذ"؛ في اللغة: استولى؛ يقال: "حذت الإبل"؛ و"حزتها"؛ إذا استوليت عليها؛ وجمعتها؛ وهذا مما خرج على أصله؛ ومثله في الكلام: "أجودت"؛ و"أطيبت"؛ والأكثر: "أجدت"؛ و"أطبت"؛ إلا أن "استحوذ"؛ جاء على الأصل؛ لأنه لم يقل على "حاذ"؛ لأنه إنما بني على "استفعل"؛ في أول وهلة؛ كما بني "افتقر"؛ على "افتعل"؛ وهو من "الفقر" ولم يقل منه: "فقر"؛ ولا استعمل بغير زيادة؛ ولم يقل: "حاذ عليهم الشيطان"؛ ولو جاء "استحاذ"؛ كان صوابا؛ ولكن "استحوذ"؛ ههنا؛ أجود؛ لأن [ ص: 141 ] الفعل في ذا المعنى لم يستعمل إلا بزيادة؛ وقوله - عز وجل -: أولئك حزب الشيطان ؛ قال أبو عبيدة: حزب الشيطان جند الشيطان؛ والأصل في اللغة أن الحزب: الجمع والجماعة؛ يقال منه: "قد تحزب القوم"؛ إذا صاروا فرقا؛ جماعة كذا؛ وجماعة كذا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية