الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في النهي عن جلود السباع

                                                                                                          1771 حدثنا أبو كريب حدثنا ابن المبارك ومحمد بن بشر وعبد الله بن إسمعيل بن أبي خالد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع أن تفترش حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود السباع حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي المليح أنه كره جلود السباع قال أبو عيسى ولا نعلم أحدا قال عن أبي المليح عن أبيه غير سعيد بن أبي عروبة حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد الرشك عن أبي المليح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن جلود السباع وهذا أصح [ ص: 381 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 381 ] قوله : ( وعبد الله بن إسماعيل ) بن أبي خالد . قال أبو حاتم : مجهول ، وذكره ابن حبان في الثقات كذا في تهذيب التهذيب ( عن أبي المليح ) بن أسامة بن عمير أو عامر بن حنيف بن ناجية الهذلي اسمه عامر ، وقيل زيد ، وقيل زياد ثقة من الثالثة ( عن أبيه ) هو أسامة بن عمير بن عامر الأقيشر الهذلي صحابي تفرد ولده عنه ( نهى عن جلود السباع أن تفترش ) وفي حديث المقدام بن معديكرب : نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها ، أخرجه أبو داود والنسائي . وفي حديث معاوية بن أبي سفيان نهى عن جلود النمور أن يركب عليها أخرجه أحمد وأبو داود . وفي حديث أبي هريرة لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر ، أخرجه أبو داود ، والنمور جمع نمر بفتح النون وكسر الميم ، ويجوز سكونها مع كسر النون ، هو سبع أجرأ وأخبث من الأسد ، وهو منقط الجلد سود وبيض وفيه شبه من الأسد إلا أنه أصغر منه ورائحة فمه طيبة بخلاف الأسد ، وبينه وبين الأسد عداوة ، وهو بعيد الوثبة فربما وثب أربعين ذراعا . وأحاديث الباب تدل على أن جلود السباع لا يجوز الانتفاع بها .

                                                                                                          وقد اختلف في حكمة النهي فقال البيهقي : إن النهي وقع لما يبقى عليها من الشعر ؛ لأن الدباغ لا يؤثر فيه . وقال غيره : يحتمل أن النهي عما لم يدبغ منها لأجل النجاسة ، أو أن النهي لأجل أنها مراكب أهل السرف والخيلاء . قال الشوكاني : وأما الاستدلال بأحاديث الباب على أن الدباغ لا يطهر جلود السباع بناء على أنها مخصصة للأحاديث القاضية بأن الدباغ مطهر على العموم فغير ظاهر لأن غاية ما فيها مجرد النهي عن الركوب عليها وافتراشها ، ولا ملازمة بين ذلك وبين النجاسة انتهى ، وتقدم كلامه الباقي في باب جلود الميتة إذا دبغت .

                                                                                                          [ ص: 382 ] قوله : ( عن يزيد الرشك ) بكسر الراء وسكون المعجمة . قال في التقريب : يزيد بن أبي يزيد الضبعي مولاهم أبو الأزهر البصري يعرف بالرشك ثقة عابد ، وهم من لينه من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( وهذا أصح ) لأن شعبة أحفظ وأتقن من سعيد بن أبي عروبة . والحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية