الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء أي: فيما اتخذوه معتمدا ومتكلا. كمثل العنكبوت اتخذت بيتا فيما نسجته في الوهن والخور، بل ذلك أوهن من هذا لأن له حقيقة، وانتفاعا في الجملة، أو مثلهم بالإضافة إلى الموحد، كمثله بالإضافة إلى رجل بنى بيتا من حجر وجص. والعنكبوت يقع على الواحد، والجمع، والمذكر، والمؤنث، والغالب في الاستعمال التأنيث، وتاؤه [ ص: 41 ] كتاء طاغوت، ويجمع على عناكب وعنكبوتات. وأما العكاب والعكب والأعكب فأسماء الجموع. وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت حيث لا يرى شيء يدانيه في الوهن والوهي. لو كانوا يعلمون أي: شيئا من الأشياء لجزموا أن هذا مثلهم، أو أن دينهم، أو هي من ذلك، ويجوز أن يجعل بيت العنكبوت عبارة عن دينهم تحقيقا للتمثيل، فالمعنى: وإن أوهن ما يعتمد به في الدين دينهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية