الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير : فجحدوها [بما لهم من الرسوخ في الظلم] أصلا ورأسا ، ولم يعدوها آيات فضلا عن كونها بينات ، عطف عليه قوله : وقالوا موهمين مكرا وإظهار النصفة بالاكتفاء بأدنى ما يدل على الصدق : لولا أي : هلا أنـزل عليه أي : على أي وجه كان من وجوه الإنزال آيات أي : واحدة تكون بحيث تدل قطعا على صدق الآتي بها من ربه أي : الذي يدعي إحسانه إليه كما أنزل على الأنبياء قبله من نحو ناقة صالح وعصا موسى ونحوهما ، لنستدل به على صدق مقاله ، وصحة ما يدعيه من حاله هذا على قراءة [ ابن كثير و] حمزة والكسائي وأبي بكر بالإفراد ، وجمع غيرهم دلالة على أن فريقا آخر قالوا : إن مثل هذا المهم العظيم لا يثبت إلا بآيات متعددة ، وأوهموا [ ص: 456 ] مكابرة وعنادا أن ذلك لم يقع ، وإن وقع ما يسمى آية.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان هذا إنكارا للشمس بعد شروقها ، ومكابرة فيما تحدى به من المعجزات بعد حقوقها ، أشار إليه بقوله : قل أي : لهم إرخاء للعنان حتى كأنك ما أتيتهم بشيء : إنما الآيات عند الله أي : الذي له الأمر كله فلا يقدر على إنزال شيء منها غيره ، فإنما الإله هو لا سواه وإنما أنا نذير أقوم لكم بما حملني وكلفني من النذارة ، دالا عليه بما أعطيت من الآيات ، ونواقض المطردات وليس لي أن أقترح [عليه] الآيات ، على أن المقصود من الآية الدلالة على الصدق ، وهي كلها في حكم آية واحدة [في ذلك ، ] ولم يذكر البشارة لأنه ليس أسلوبها مبين أي : أوضح ما آتى به من ذلك بعد أن أوضح صحة كوني نذيرا ، فليس إلي إنزال الآيات ولا طلبها اقتراحا على الله ، فهو قصر قلب فيهما ، خوطب به من لزمه ادعاء أن إنزال الآيات إليه صلى الله عليه وسلم وأن أمره الإتيان بما يريد أو يطلب منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية