الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الباء والكاف وما يثلثهما

                                                          ( بكل ) الباء والكاف واللام أصلان : أحدهما الاختلاط وما أشبهه ، والآخر إفادة الشيء وتغنمه .

                                                          فالأول البكيلة ، وهو أن تؤخذ الحنطة فتطحن مع الأقط فتبكل بالماء ، أي تخلط ، ثم تؤكل . وأنشد :


                                                          غضبان لم تؤدم له البكيله

                                                          [ ص: 284 ] قال أبو زياد : البكلة والبكالة الدقيق يخلط بالسويق ، ويبل بالزيت أو السمن . قال أبو زيد : وكذلك المعز إذا خالطتها الضأن . قال ابن الأعرابي عن امرأة كانت تحمق فقالت :


                                                          لست إذا لزعبله إن لم أغير     بكلتي إن لم أساو بالطول

                                                          تقول : إن لم أغير ما أخلط فيه من كلام ولم أطلب الخصال الشريفة ، فلست لزعبلة . وزعبلة أبوها .

                                                          زعم اللحياني أن البكلة الهيئة والزي ، وفسر ما ذكرناه من قول المرأة . قال أبو عبيد : المتبكل المخلط في كلامه . ومن هذا الباب قول أبي زيد : يقال تبكل القوم على الرجل تبكلا ، إذا علوه بالضرب والشتم والقهر ; لأن ذلك من الجماعة اختلاط .

                                                          وأما الأصل الثاني فقالوا : التبكل التغنم والتكسب . قال أوس :


                                                          على خير ما أبصرتها من بضاعة     لملتمس بيعا بها أو تبكلا

                                                          قال الخليل : الإنسان يتبكل ، أي يحتال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية