الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تجادلوا أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلا بالتي هي أحسن أي: بالخصلة التي هي أحسن كمقابلة الخشونة باللين، والغضب بالكظم، والمشاغبة بالنصح والسورة بالأناة على وجه لا يدل على الضعف، ولا يؤدي إلى إعطاء الدنية. وقيل: منسوخ بآية السيف. إلا الذين ظلموا منهم بالإفراط في الاعتداء والعناد، أو بإثبات الولد. وقولهم: يد الله مغلولة ونحو ذلك. فإنه يجب حينئذ المدافعة بما يليق بحالهم. وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا من القرآن، وأنزل إليكم أي: وبالذي أنزل إليكم من التوراة والإنجيل، وقد مر تحقيق كيفية الإيمان بهما في خاتمة سورة البقرة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وبكتبه وبرسله، فإن قالوا باطلا لم تصدقوهم، وإن قالوا حقا لم تكذبوهم". وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في الألوهية. ونحن له مسلمون مطيعون خاصة، وفيه تعريض بحال الفريقين حيث اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية