الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
35 - باب ذكر السنن والآثار المبينة بأن الله تعالى خلق خلقه ، من شاء خلقه للجنة ، ومن شاء خلقه للنار في علم قد سبق

324 - أخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن زيد بن أبي أنيسة ، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره ، عن مسلم بن يسار الجهني ، أن عمر [ ص: 742 ] بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) .

فقال عمر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال : " إن الله تعالى لما خلق آدم فمسح على ظهره بيمينه ، فاستخرج منه [ ص: 743 ] ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للجنة ، وبعمل أهل الجنة يعملون ، ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال : هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل أهل الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت وهو على عمل أهل النار ، فيدخله به النار " .


التالي السابق


الخدمات العلمية