الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين

                                                                                                                                                                                                                                      يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين استئناف مسوق لغاية تجهيلهم وركاكة رأيهم، وفيه دلالة على أن ما استعجلوه عذاب الآخرة، أي: يستعجلونك بالعذاب. والحال أن محل العذاب الذي عذاب فوقه محيط بهم، كأنه قيل: يستعجلونك بالعذاب، وإن العذاب لمحيط بهم، أي: سيحيط بهم. وإنما [ ص: 45 ] جيء بالجملة الاسمية دلالة على تحقق الإحاطة، واستمرارها، أو تنزيلا لحال السبب منزلة حال المسبب. فإن الكفر والمعاصي الموجبة لدخول جهنم محيطة بهم، وقيل: إن الكفر والمعاصي هي النار في الحقيقة لكنها ظهرت في هذه النشأة بهذه الصورة، وقد مر تفصيله في سورة الأعراف عند قوله تعالى: والوزن يومئذ الحق ولام الكافرين إما للعهد ووضع الظاهر موضع المضمر للإشعار بعلة الحكم، أو للجنس وهم داخلون فيه دخولا أوليا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية