الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 342 ] 337 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من نهيه عن الشرب قائما

2093 - حدثنا أبو القاسم هشام بن محمد بن قرة بن أبي خليفة الرعيني ، قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عمران ، ومحمد بن علي بن داود البغدادي جميعا قالا : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي مسلم الجذمي ، عن الجارود أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن الشرب قائما .

[ ص: 343 ]

2094 - وحدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا المقدمي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أبي مسلم ، عن الجارود بن المعلى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

2095 - حدثنا أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن المبارك العيشي ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي مسلم ، عن الجارود ، وعن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

[ ص: 344 ]

2096 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي . وعبد الصمد بن عبد الوارث قالا : حدثنا هشام الدستوائي

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا همام كلاهما قالا : حدثنا قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

2097 - وحدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، قال : حدثنا هشام بن أبي عبد الله ، ثم ذكر بإسناده مثله .

2098 - حدثنا حسين بن نصر ، قال : سمعت يزيد بن هارون ، [ ص: 345 ] قال حدثنا همام ، عن قتادة ، عن أنس

وعن قتادة عن أبي عيسى الأسواري ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

2099 - وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ( ح ) .

وحدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة ، عن [ ص: 346 ] النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

قال أبو جعفر : ففي هذه الآثار نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن الشرب قائما فطلبنا المعنى الذي من أجله نهى عن ذلك .

2100 - فوجدنا فهد بن سليمان قد حدثنا ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الذي يشرب قائما ما في جوفه لاستقاء ، فبلغ ذلك علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم فقام فشرب قائما .

2101 - ووجدنا أبا أمية قد حدثنا ، قال : حدثنا علي بن بحر بن بري ، قال : حدثنا هشام بن يوسف ، قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله ، [ ص: 347 ] قال معمر وذكره الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال الأعمش : فبلغ ذلك عليا عليه السلام من قول أبي هريرة فقام فشرب قائما .

فوقفنا بما روينا عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى بالسبب الذي من أجله كان نهيه صلى الله عليه وسلم ، عن الشرب قائما ، وأن ذلك كان من الداء الذي يحل بالناس في بطونهم من شربهم قياما فنهاهم عن ذلك صلى الله عليه وسلم إشفاقا عليهم ورأفة بهم وصلاحا لأبدانهم .

وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف هذه الألفاظ .

2102 - كما حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي زياد مولى الحسن بن علي ، قال :

سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يشرب قائما ؛ فقال له : قئ ، قال : لم ؟ قال : أتحب أن يشرب معك [ ص: 348 ] الهر ؟ فقال : لا ، فقال : قد شرب معك شر من الهر الشيطان .

قال : ففي هذا أنه صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن ذلك لشرب الشيطان مع الشارب قائما ، فقال قائل : كيف تقبلون هذا وعندكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخالفه .

2103 - فذكر ما قد حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني ابن جريج ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، قال :

قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ائتني بوضوء فأتيته فتوضأ ، ثم قام بفضل وضوئه فشربه قائما فعجبت لذلك ، فقال : تعجب أي بني إني رأيت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك .

[ ص: 349 ]

2104 - وما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني ، قال : حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن النزال بن سبرة ، قال :

رأيت عليا رضي الله عنه شرب فضل وضوئه قائما ثم قال إن ناسا يكرهون أن يشربوا قياما وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ما فعلت .

[ ص: 350 ]

2105 - وما قد حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا مسعر ، عن عبد الملك بن ميسرة فذكر بإسناده مثله .

2106 - وما قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن زاذان ، عن علي رضي الله عنه أنه شرب قائما ، فقيل له في ذلك : فقال إن أشرب قائما فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما ، وإن أشرب جالسا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك .

[ ص: 351 ]

2107 - وما قد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا ورقاء بن عمر ، عن عطاء بن السائب ، عن زاذان وميسرة ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله .

2108 - وما قد حدثنا يونس ، قال : حدثنا سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب وهو قائم .

[ ص: 352 ]

2109 - وما قد حدثنا فهد ، قال : حدثنا ابن الأصبهاني ، قال : أخبرنا شريك ، عن الشيباني ، عن عامر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : ناولت النبي صلى الله عليه وسلم دلوا من ماء زمزم فشرب وهو قائم .

2110 - وما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عاصم ، [ ص: 353 ] عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الكريم بن مالك ، قال : أخبرني البراء بن زيد

أن أم سليم حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب وهو قائم من في قربة .

2111 - وما قد حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا شريك ، عن حميد ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من قربة معلقة وهو قائم .

فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن في هذه [ ص: 354 ] الآثار التي في هذا الفصل الأخير من هذا الباب من شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما قد يحتمل أن يكون ذلك من قبل وقوفه على أن الشرب قائما يكون منه ما حكاه أبو هريرة عنه ثم وقف بعد ذلك على ما حكاه أبو هريرة عنه فيه فنهى عنه لما فيه على فاعليه ، فكانت الأشياء على طلقها وإباحتها حتى وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما فيه على فاعليه فزجر عنه ونهى عنه إشفاقا منه صلى الله عليه وسلم على أمته ورأفة بهم وطلبا لمصالحهم .

فخرج بحمد الله جميع ما روينا في هذا الباب أن يكون فيه ما يضاد بعضه بعضا ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية