الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ذكر الأحاديث الواردة في أنه صلى الله عليه وسلم تنور .

            قال ابن ماجه في سننه : حدثنا علي بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، ثنا حماد بن سلمة ، عن أبي هاشم الرماني ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها وسائر جسده أهله ، قال الحافظ عماد الدين ابن كثير في كتابه الذي ألفه في الحمام : هذا إسناد جيد ، وعبد الرحمن بن عبد الله هذا ذكر صاحب الأطراف أنه أبو سعيد مولى بني هاشم ، فالله أعلم ، ثم رواه ابن ماجه عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن منصور ، عن كامل أبي العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أم سلمة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلى وولي عانته بيده ، وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وهذا أيضا إسناد جيد . انتهى كلام ابن كثير . قلت : وله طريق آخر ، قال الخرائطي في مساوئ الأخلاق : حدثنا القنطري ، ثنا يزيد بن خالد بن يزيد ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن كهيل ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أم سلمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينوره الرجل ، فإذا بلغ مراقه تولى هو ذلك ، وقال الخرائطي : حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان ، ثنا سليمان بن سلمة الجنائزي ، ثنا سليمان بن ناشرة قال : سمعت محمد بن زياد الألهاني يقول : كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم جارا لي ، فكان يدخل الحمام ، فقلت : وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تدخل الحمام ؟ فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الحمام وكان يتنور . أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه عن سليمان بن سلمة الحمصي ، ثنا بقية ، ثنا سليمان بن ناشرة به ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريقه ، وهذا الحديث فات ابن كثير . وأخرجه ابن عساكر في تاريخه من طريق موسى بن أيوب ، عن بقية ، عن عمر بن سليمان الدمشقي ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسقع قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 405 ] خيبر جعلت له مائدة ، فأكل متكئا واطلى وأصابته الشمس ولبس الظلة ، قال أحمد : سألت آدم : ما الظلة ؟ قال : البرطلة ، وأومأ بيده إلى رأسه . وهذا أيضا فات ابن كثير .

            وقال سعيد بن منصور في سننه : ثنا هشيم عن أبي المشرفي - ليث بن أبي راشد - عن أبي معشر ، عن إبراهيم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اطلى ولي عانته بيده . أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن هشيم وشريك ، كلاهما عن أبي المشرفي به ، قال ابن كثير : وهو مرسل يتقوى بالموصول الذي أخرجه ابن ماجه ، وقال سعيد بن منصور : ثنا الصفدي بن سنان العقيلي ، عن محمد بن الزبير الحنظلي ، عن مكحول قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أكل متكئا وتنور .

            قلت : هذا الحديث فات ابن كثير فلم يذكره ، وهو مرسل . وقال أبو داود في المراسيل : حدثنا أبو كامل الجحدري ، عن عبد الواحد - هو ابن زياد - عن صالح بن صالح ، عن أبي معشر زياد بن كليب ، أن رجلا نور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما بلغ العانة كف الرجل ، ونور رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه . أخرجه البيهقي في سننه الكبرى . وفي تاريخ ابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنور كل شهر ، ويقلم أظفاره كل خمس عشرة . هذا الحديث فات ابن كثير ، وفيه فائدة نفيسة وهي ذكر التوقيت .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية