الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فوائد تتعلق بهذا الخبر

أبو سلمى: ربيعة بن رياح أحد بني مزينة.

والمأمون: يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت قريش تسميه أيضا الأمين.

"ولعا": كلمة تقال للعاثر، دعاء له بالإقالة.

تبلت المرأة فؤاد الرجل: رمته بهجرها فقطعت قلبه.

ومعلول: من العلل، وهو الشرب الثاني، والأول النهل، ومنه قوله: منهل، ويستعمل معلول أيضا من الاعتلال;
كما يقوله الخليل في العروض، حكاه ابن القوطية ولم يعرفه ابن سيده.

وشجت بذي شبم: يعني الخمر، وشجت: كسرت من أعلاها لأن الشجة لا تكون إلا في الرأس، والشبم: البرد، والشبم البارد. قاله الأصمعي، وقال: شج الشيء إذا علاه، ومن هذا شج الشراب، وهو أن يعلوه بالماء فيمزجه به.

ومشمول: ضربه الشمال.

وأفرطه: أي ملأه، عن السهيلي. وعن غيره: سبقه وتقدمه.

واليعاليل: السحاب، وقيل: جبال ينحدر الماء من أعلاها. واليعاليل أيضا: الغدران، واحدها يعلول، لأنه يعل الأرض بمائه.

وقال ابن سيده: اليعلول: الحبابة من الماء، وهو أيضا السحاب المطرد. وقيل: القطعة البيضاء من السحاب. واليعلول: المطر بعد المطر. وبعد هذا البيت في القصيدة، وليس من الرواية:

[ ص: 288 ]

من اللواتي إذا ما خلة صدقت يشفي مضاجعها شم وتقبيل     بيضاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشتكى قصر منها ولا طول

قال الخشني: ساط مثل شاط، يقال: شاط دمه إذا سال، وشاطت القدر إذا غلت. والصواب فيه: سيط، أي: خلط ومزج. وكذلك فسره السهيلي، أي خلط بلحمها ودمها.

وهذه الأخلاق التي وصفها بها: من الولع، وهو عندهم الكذب والخلف. والفجع: قال ابن سيده: الفجيعة الرزيئة بما يكره، فجعه يفجعه فجعا. والغول: التي تتراءى بالليل، والسعلاة: التي تتراءى بالنهار من الجن.

وعرقوب بن صخر
من العماليق. وقيل: بل هو من الأوس أو الخزرج، وقصته في إخلاف الوعد مشهورة حين وعد أخاه جني نخلة له وعدا بعد وعد، ثم جذها ليلا ولم يعطه شيئا. قاله السهيلي وغيره، وقال: كان يسكن المدينة يثرب. والبيت المشهور:


* مواعيد عرقوب أخاه بيثرب *

.

ومن الناس من يقول إنما هو يترب، يعني أرضا للعماليق، ولم تكن يثرب سكنى العماليق، فإن كان من ساكني المدينة، كما ذكره السهيلي فالبيت مستقيم على الرواية المشهورة.

النجيبات: السلسلة السير، والنجيبات السريعة.

والمراسيل: السهلة السير التي تعطيك ما عندها عفوا.

عذافرة: صلبة.

وإرقال: إسراع.

والتبغيل: قال السهيلي: ضرب من السير سريع، وقال غيره: سير البغال.

عرضتها: جهة سوقها.

والنجاد: الأرض الصلبة.

[ ص: 289 ] واللهق: الحمار الوحشي، وقال: مفرد; لأنه يرمي ببصره نحو الأتن ولا يمشي إلا كدا معهن.

والحزان: ما غلظ من الأرض.

والميل: الأعلام، وقال السهيلي: ما اتسع من الأرض.

القوداء: الطويلة العنق.

والشمليل: السريعة السير.

والحرف: الناقة الضامرة.

من مهجنة: من إبل مستكرمة هجان.

قال أبو القاسم وقوله: أبوها أخوها، أي إنها من جنس واحد في الكرم، وقيل: إنها من فحل حمل على أمه فجاءت بهذه الناقة فهو أبوها وأخوها، وكانت للناقة التي هي أم هذه بنت أخرى من الفحل الأكبر، فعمها خالها على هذا، وهو عندهم من أكرم النتاج.

واللبان: الصدر.

وأقراب زهاليل: خواصر ملس.

وبنات الزور: يعني اللحمات النابتة في الصدر.

والبرطيل: حجر مستطيل، وهو أيضا المعول.

والعسيب: عظم الذنب، وجمعه عسبان.

والخصل: شعر الذنب.

والتخون: قال الأصمعي: التنقص، والتخون أيضا: التعهد. لم تخونه الأحاليل: يريد رويت من اللبن. والأحاليل: الذكور.

[ ص: 290 ] واليسر: اللين والانقياد. واليسر: السهل. قال ابن سيده: وإن قوائمه ليسرات: أي سهلة، واحدتها يسرة ويسرة.

وتحليل: أي قليل.

والعجايات: عصب يكون في اليدين والرجلين، الواحدة عجاية.

والزيم: المتفرقة.

والقور: الحجارة السود.

والعساقيل: هنا السراب، قال أبو القاسم الخثعمي: وهذا من المقلوب، أراد وقد تلفعت القور بالعساقيل.

وقوله: شمطاء معولة، جعلها شمطاء; لأنها يائس من الولد فهي أشد حزنا.

والخراديل: القطع من اللحم، وفي الحديث "ومنهم المخردل" في قصة المارين على الصراط، أي تخردل لحمه الكلاليب التي حول الصراط.

والأراجيل: جمع جمع، وهو جمع أرجل، وأرجل جمع رجل.

والدريس: الثوب الخلق.

زولوا: أي هاجروا.

والتنابيل: القصار.

والفقعاء: نبت، قاله أبو حنيفة.

والتهليل: الفزع والجبن.

وكعب بن زهير من فحول الشعراء هو وأبوه. وكذلك ابنه عقبة بن كعب ، وابن عقبة أيضا العوام، وهو القائل:


ألا ليت شعري هل تغير بعدنا     ملاحة عيني أم عمرو وجيدها
وهل بليت أثوابها بعد جدة     ألا حبذا أخلاقها وجديدها

[ ص: 291 ] ومما يستحسن لكعب قوله:


لو كنت أعجب من شيء لأعجبني     سعي الفتى وهو مخبوء له القدر
يسعى الفتى لأمور ليس يدركها     فالنفس واحدة والهم منتشر
والمرء ما عاش ممدود له أمل     لا تنتهي العيش حتى ينتهي الأثر

ويستحسن له أيضا قوله في النبي صلى الله عليه وسلم:


تخدي به الناقة الأدماء معتجرا     بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم
ففي عطافيه أو أثناء بردته     ما يعلم الله من دين ومن كرم

[ ص: 292 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية