الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (47) قوله : إذا هم منها يضحكون : قال الزمخشري : " فإن قلت : كيف جاز أن تجاب " لما " بـ " إذا " المفاجأة ؟ قلت : لأن فعل المفاجأة معها مقدر ، وهو عامل النصب في محلها ، كأنه قيل : فلما جاءهم بآياتنا فاجؤوا وقت ضحكهم " . قال الشيخ : " ولا نعلم نحو ما ذهب إلى ما ذهب إليه من أن " إذا " الفجائية تكون منصوبة بفعل مقدر تقديره : فاجأ ، بل المذاهب ثلاثة : إما حرف فلا تحتاج إلى عامل ، أو ظرف مكان ، أو ظرف زمان . فإن ذكر بعد الاسم الواقع بعدها خبر كانت منصوبة على الظرف ، والعامل فيها ذلك الخبر نحو : " خرجت فإذا زيد قائم " تقديره : خرجت ففي المكان الذي خرجت فيه زيد قائم ، أو ففي الوقت الذي خرجت فيه زيد قائم ، وإن لم يذكر بعد الاسم خبر ، أو ذكر اسم منصوب على الحال : فإن كان الاسم جثة وقلنا : إنها ظرف مكان كان الأمر واضحا نحو : خرجت فإذا الأسد أي : فبالحضرة الأسد ، أو فإذا الأسد رابضا . وإن قلنا : إنها ظرف زمان كان على حذف مضاف لئلا يخبر بالزمان عن الجثة نحو : " خرجت فإذا الأسد " أي : ففي الزمان حضور الأسد ، وإن كان الاسم حدثا جاز أن يكون مكانا أو زمانا . ولا حاجة إلى تقدير مضاف نحو : " خرجت فإذا القتال " إن شئت قدرت فبالحضرة القتال ، أو ففي الزمان القتال " . وفيه تلخيص وزيادة كبيرة في الأمثلة رأيت تركها مخلا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية