الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ( 58 ) )

يقول تعالى ذكره : والذين فارقوا أوطانهم وعشائرهم فتركوا ذلك في رضا الله وطاعته وجهاد أعدائه ثم قتلوا أو ماتوا وهم كذلك ، ليرزقنهم الله يوم القيامة في جناته رزقا حسنا . يعني بالحسن الكريم وإنما يعني بالرزق الحسن الثواب الجزيل ( وإن الله لهو خير الرازقين ) يقول : وإن الله لهو خير من بسط فضله على أهل طاعته وأكرمهم . وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في حكم من مات في سبيل الله ، فقال [ ص: 674 ] بعضهم : سواء المقتول منهم والميت .

وقال آخرون : المقتول أفضل . فأنزل الله هذه الآية على نبيه صلى الله عليه وسلم ، يعلمهم استواء أمر الميت في سبيله والمقتول فيها في الثواب عنده .

وقد : حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن شريح ، عن سلامان بن عامر قال : كان ف‍ضالة برودس أميرا على الأرباع ، فخرج بجنازتي رجلين ، أحدهما قتيل والآخر متوفى; فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل إلى حفرته ، فقال : أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل وتفضلونه على أخيه المتوفى ؟ فقالوا : هذا القتيل في سبيل الله . فقال فوالذي نفسي بيده ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت ! اقرءوا قول الله تعالى : ( والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ) . . . إلى قوله : ( وإن الله لعليم حليم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية