الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم أنزلنا عليهم سلطانا التفات من الخطاب إلى الغيبة إيذانا بالإعراض عنهم، وتعديدا لجناياتهم لغيرهم بطريق المباثة، ( وأم ) منقطعة، والسلطان الحجة، فالإنزال مجاز عن التعليم أو الإعلام، وقوله تعالى: فهو يتكلم بمعنى فهو يدل على أن التكلم مجاز عن الدلالة، ولك أن تعتبر هنا جميع ما اعتبروه في قولهم: نطقت الحال من الاحتمالات، ويجوز أن يراد بـ(سلطانا) ذا سلطان أي ملكا معه برهان، فلا مجاز أولا وآخرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وجملة ( هو يتكلم ) جواب للاستفهام الذي تضمنته ( أم )، إذ المعنى: بل أأنزلنا عليهم سلطانا، فهو يتكلم [ ص: 43 ] بما كانوا به يشركون أي بإشراكهم بالله عز وجل، وصحته على أن (ما) مصدرية، وضمير ( به ) له تعالى، أو بالأمر الذي يشركون بسببه وألوهيته، على أن (ما) موصولة، وضمير ( به ) لها، والباء سببية، والمراد نفي أن يكون لهم مستمسك يعول عليه في شركهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية