الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في أكل الجراد

                                                                                                          1821 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي عن عبد الله بن أبي أوفى أنه سئل عن الجراد فقال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ست غزوات نأكل الجراد قال أبو عيسى هكذا روى سفيان بن عيينة عن أبي يعفور هذا الحديث وقال ست غزوات وروى سفيان الثوري وغير واحد هذا الحديث عن أبي يعفور فقال سبع غزوات

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا سفيان ) هو ابن عيينة كما صرح به الترمذي بعد ( عن أبي يعفور ) بفتح التحتانية وسكون العين وضم الفاء وبالراء اسمه وقدان بفتح الواو وسكون القاف العبدي الكوفي مشهور بكنيته وهو الأكبر ، ويقال اسمه واقد ثقة من الرابعة ، كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( نأكل الجراد ) زاد البخاري في روايته " معه " قال الحافظ في الفتح : يحتمل أن يريد بالمعية مجرد الغزو دون ما تبعه من أكل الجراد ، ويحتمل أن يريد مع أكله ، ويدل على الثاني أنه وقع في رواية أبي نعيم في الطب : ويأكل معنا . وهذا إن صح يرد على الصيمري من الشافعية في زعمه أنه صلى الله عليه وسلم عافه كما عاف الضب ، ثم وقفت على مستند الصيمري وهو ما أخرجه أبو داود من حديث سلمان : سئل صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال : " لا آكله ولا أحرمه " ، والصواب مرسل . ولابن علي في ترجمة ثابت بن زهير عن نافع عن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الضب فقال : " لا آكله ولا أحرمه " ، وسئل عن الجراد فقال مثل ذلك ، وهذا ليس ثابتا لأن ثابتا قال فيه النسائي ليس بثقة ونقل النووي الإجماع على حل أكل الجراد ، لكن فصل ابن العربي في شرح الترمذي بين جراد الحجاز وجراد الأندلس ، فقال في جراد الأندلس : لا يؤكل ؛ لأنه ضرر محض ، وهذا إن ثبت أنه يضر أكله بأن يكون فيه سمية تخصه دون غيره من جراد البلاد تعين استثناؤه انتهى كلام الحافظ بلفظه .

                                                                                                          قوله : ( هكذا روى سفيان بن عيينة عن أبي يعفور هذا الحديث ، وقال ست غزوات ، وروى سفيان الثوري عن أبي يعفور هذا الحديث وقال سبع غزوات ) ووقع في رواية شعبة عند البخاري عن أبي يعفور عن ابن أبي أوفى : سبع غزوات أو ستا بالشك . قال الحافظ في الفتح : دلت رواية شعبة على أن شيخهم كان يشك فيحمل على أنه جزم مرة بالسبع ، ثم لما طرأ [ ص: 446 ] عليه الشك صار يجزم بالست لأنه المتيقن ، ويؤيد هذا الحمل أن سماع سفيان بن عيينة عنه متأخر دون الثوري ومن ذكر معه ، ولكن وقع عند ابن حبان من رواية أبي الوليد شيخ البخاري فيه سبعا أو ستا يشك شعبة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر وجابر ) أما حديث ابن عمر فقد تقدم تخريجه ، وأما حديث جابر فلينظر من أخرجه .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) قال في المنتقى رواه الجماعة إلا ابن ماجه ( وأبو يعفور الآخر اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس ) بكسر النون وسكون السين المهملة كوفي ثقة من الخامسة كذا في التقريب . وأبو يعفور هذا هو الأصغر والأول الأكبر .




                                                                                                          الخدمات العلمية