الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين كفروا بعد إيمانهم [ 90 ]

                                                                                                                                                                                                                                        اسم إن ، والخبر ( لن تقبل توبتهم ) ، وقد ذكرنا في معناه أقوالا وقد قيل أيضا فيه : إن المعنى : إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن [ ص: 394 ] تقبل توبتهم عند الموت . قال أبو جعفر : وهذا القول حسن ، كما قال - عز وجل - : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن وقيل : لن تقبل توبتهم التي كانوا عليها قبل أن يكفروا ؛ لأن الكفر قد أحبطها . قال أبو جعفر : حدثنا علي بن سليمان ، قال : حدثنا أبو سعيد السكري ، قال : حدثنا محمد بن حبيب ، قال : حدثنا محمد بن المستنير - وهو قطرب - في قول الله - جل وعز - : إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وقد قال الله - جل وعز - في موضع آخر : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده فهذه الآية في قوم من أهل مكة قالوا : نتربص بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ريب المنون ، فإن بدا لنا الرجعة رجعنا إلى قومنا ، فأنزل الله - جل وعز - : إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم أي لن تقبل توبتهم وهم مقيمون على الكفر ، فسماها توبة غير مقبولة ؛ لأنه لم يصح من القوم عزم ، والله - جل وعز - يقبل التوبة كلها إذا صح العزم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية