الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله : فستبصر ويبصرون بأييكم المفتون ؛ معنى "المفتون": الذي قد فتن بالجنون؛ قال أبو عبيدة: معنى الباء الطرح؛ المعنى: "أيكم المفتون"؛ قال: ومثله قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        نضرب بالسيف ونرجو بالفرج



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 205 ] قال: معناه: "نرجو الفرج"؛ وليس كذلك؛ المعنى: "نرجو كشف ما فيه نحن بالفرج"؛ أو "نرجو النصر بالفرج"؛ والباء في " بأيكم المفتون " ؛ لا يجوز أن تكون لغوا؛ وليس هذا جائزا في العربية في قول أحد من أهلها؛ وفيه قولان للنحويين؛ قالوا: "المفتون"؛ ههنا؛ بمعنى: "الفتون"؛ المصادر تجيء على المفعول؛ تقول العرب: "ليس لهذا معقول"؛ أي: عقل؛ و"ليس له معقود رأي"؛ بمعنى: "عقد رأي"؛ وتقول: "دعه إلى ميسور"؛ بمعنى: إلى يسر؛ فالمعنى: "فستبصر ويبصرون بأيكم الفتون"؛ وفيه قول آخر: "بأيكم المفتون بالفرقة التي أنت فيها؛ أو فرقة الكفار التي فيها أبو جهل؛ والوليد بن المغيرة المخزومي ومن أشبههم؛ فالمعنى على هذا: "فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون؛ أفي فرقة الإسلام؛ أم في فرقة الكفر".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية