الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ؛ أي: على أي حال يقع منكم الكفر وآيات الله - التي أتى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - دالة على توحيد الله ونبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - تتلى عليكم؛ وفيكم رسوله يبين لكم هذه الآيات؟! وجائز أن يقال: فيكم رسوله والنبي شاهد؛ وجائز أن يقال لنا الآن: " فيكم رسول الله " ؛ لأن آثاره؛ وعلاماته؛ والقرآن الذي أتى به فينا؛ وهو من الآيات العظام. وقوله - جل وعز -: ومن يعتصم بالله ؛ أي: من يمتنع بالله؛ ويستمسك بحبل الله؛ فقد هدي إلى صراط مستقيم؛ و " يعتصم " ؛ جزم ب " من " ؛ والجواب: " فقد هدي " ؛ ومعنى " اعتصمت بكذا وكذا " ؛ في اللغة: استمسكت؛ وامتنعت به من غيره؛ وكذلك: لا عاصم اليوم من أمر الله ؛ ومعنى سآوي إلى جبل يعصمني من الماء أي: يمنعني من الماء؛ أي: " لا ذا عصمة " ؛ و " لا ذا امتناع من الله " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية