الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ؛ "أوسطهم": أعدلهم؛ من قوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا ؛ أي: عدلا؛ لولا تسبحون ؛ قال لهم: استثنوا في يمينكم؛ لأنهم أقسموا ليصرمنها مصبحين؛ [ ص: 209 ] ولم يستثنوا؛ ومعنى التسبيح ههنا: الاستثناء؛ وهو أن يقول: "إن شاء الله"؛ فإذا قال قائل: "التسبيح": أن يقول: "سبحان الله"؛ فالجواب في ذلك أن كل ما عظمت الله به فهو تسبيح؛ لأن التسبيح في اللغة - فيما جاء عن النبي - عليه السلام -: تنزيه الله عن السوء؛ فالاستثناء تعظيم الله؛ والإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلا إلا بمشيئته - عز وجل -؛ فالمعنى في قوله: إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إنا بلونا أهل مكة حين دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف"؛ فابتلاهم الله بالجرب؛ والهلاك؛ وذهاب الأقوات؛ كما بلا أصحاب هذه الجنة باحتراقها؛ وذهاب قوتهم منها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية