الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زرق ]

                                                          زرق : التهذيب : الزرقة في العين ، تقول : زرقت عينه ، بالكسر ، تزرق زرقا . ابن سيده : الزرقة البياض حيثما كان ، والزرقة : خضرة في سواد العين .

                                                          وقيل : هو أن يتغشى سوادها بياض ، زرق زرقا فهو أزرق وأزرقي ؛ قال الأعشى :


                                                          تتبعه أزرقي لحم

                                                          وقد زرقت عينه ، بالكسر ؛ قال الشاعر :


                                                          لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر [ ص: 28 ]     كما كل ضبي من اللوءم أزرق

                                                          وازرقت عينه ازرقاقا وازراقت عينه ازريقاقا ، وهو أزرق العين . ونصل أزرق بين الزرق : شديد الصفاء ؛ قال رؤبة :


                                                          حتى إذا توقدت من الزرق     حجرية كالجمر من سن الذلق



                                                          وتسمى الأسنة زرقا للونها . أبو عبيدة : الزرق تحجيل يكون دون الأشاعر ، وقيل : الزرق بياض لا يطيف بالعظم كله ولكنه وضح في بعضه . أبو عمرو : الزرقاء الخمر . ، وماء أزرق : صاف ؛ رواه ابن الأعرابي . ونطفة زرقاء . والزرقم : الأزرق الشديد الزرق ، والمرأة زرقم أيضا ، والذكر والأنثى في ذلك سواء ؛ قال الراجز :


                                                          ليست بكحلاء ، ولكن زرقم ‌     ولا برسحاء ، ولكن ستهم



                                                          وقال اللحياني : رجل أزرق وزرقم وامرأة زرقاء بينة الزرق وزرقمة . والأزارقة من الحرورية : صنف من الخوارج ، واحدهم أزرقي ، ينسبون إلى نافع بن الأزرق وهو من الدول بن حنيفة . وقوله - تعالى - : ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ؛ فسره ثعلب فقال : معناه عطاش ؛ قال ابن سيده : وعندي أن هذا ليس على القصد الأول ، إنما معناه أزرقت أعينهم من شدة العطش ، وقيل : عميا يخرجون من قبورهم بصراء كما خلقوا أول مرة ويعمون في المحشر ، وإنما قيل : زرقا لأن السواد يزرق إذا ذهبت نواظرهم ، ويقال : زرقا طامعين فيما لا ينالونه وقال غيره : الزرق المياه الصافية ؛ ومنه قول زهير :


                                                          فلما وردن الماء زرقا جمامه     وضعن عصي الحاضر المتخيم



                                                          والماء يكون أزرق ويكون أسجر ويكون أخضر ويكون أبيض . والزرق : أكثبة بالدهناء ؛ قال ذو الرمة :


                                                          وقربن بالزرق الحمائل بعدما     تقوب عن غربان أوراكها الخطر



                                                          والزريقاء : ثريدة تدسم بلبن وزيت . والمزراق من الرماح : رمح قصير وهو أخف من العنزة . وقد زرقه بالمزراق زرقا إذا طعنه أو رماه به . والبازي يكون أزرق وهي الزرق ؛ وقال ذو الرمة :


                                                          من الزرق أو صقع كأن رءوسها

                                                          وزرقه بعينه وببصره زرقا : أحده نحوه ورماه به . وزرقت عينه نحوي إذا انقلبت وظهر بياضها . وزرقت الناقة الرحل أي أخرته إلى وراء فانزرق ؛ قال الراجز :


                                                          يزعم زيد أن رحلي منزرق     يكفيكه الله ، وحبل في العنق



                                                          يعني اللبب . والمنزرق : المستلقي وراءه .

                                                          وانزرق الرجل انزراقا إذا استلقى على ظهره . قال أبو منصور : وسمعت بعض العرب يقول للبعير الذي يؤخر حمله إلى مؤخره مزراق ، ورأيت جملا عندهم يسمى مزراقا لتأخيره أداته وما حمل عليه . ورجل زراق : خداع . والزرقة : خرزة يؤخذ بها الرجال . وزرق الطائر وغيره وذرق إذا حذف به حذفا . والزرق : طائر بين البازي والباشق يصاد به ؛ وقال الفراء : هو البازي الأبيض ، والجمع الزراريق . والزرق : شعرات بيض تكون في يد الفرس أو رجله . والزرق : بياض في ناصية الفرس أو قذاله . والزرق : الحديد النظر ، مثل به سيبويه وفسره السيرافي . والزورق من السفن دون الخلج ، وقيل : هو القارب الصغير ؛ قال ذو الرمة :


                                                          أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة     دعائم الزور نعمت زورق البلد



                                                          يعني نعمت سفينة المفازة ؛ وقول جرير أنشده محمد بن حبيب :


                                                          تزورقت ، يا ابن القين ، من أكل فيرة     وأكل عويث ، حين أسهلك البطن



                                                          ويقال : تزورق الرجل إذا رمى ما في بطنه . والزورق مأخوذ منه ، وقد سمت زرقانا . وزريق وزرقان : اسمان . والزرقاء : فرس نافع بن عبد العزى . والزرنوقان ، بفتح الزاي : منارتان تبنيان على رأس البئر ؛ قال ابن جني : هو فعنول وهو غريب ، فأما الزرنوق ، بضم الزاي ، فرباعي ، وسيذكر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية