الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين

                                                                                                                                                                                                                                      فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا تفسير للحكم الواقع بين الفريقين و تفصيل لكيفيته، والبداية ببيان حال الكفرة لما أن مساق الكلام لتهديدهم وزجرهم عما هم عليه من الكفر والعناد. وقوله تعالى: في الدنيا والآخرة متعلق بـ "أعذبهم" لا بمعنى إيقاع كل واحد من التعذيب في الدنيا و التعذيب في الآخرة وإحداثهما يوم القيامة، بل بمعنى إتمام مجموعهما يومئذ. وقيل: إن المرجع أعم من الدنيوي والأخروي. وقوله تعالى: إلى يوم القيامة غاية للفوقية لا للجعل، و الرجوع متراخ عن الجعل وهو غير محدود لا عن الفوقية المحدودة على نهج قولك: "سأعيرك سكنى هذا البيت شهرا ثم أخلع عليك خلعة" فيلزم تأخر الخلع عن الإعارة لا عن الشهر. وما لهم من ناصرين يخلصونهم من عذاب الله تعالى في الدارين، وصيغة الجمع لمقابلة ضمير الجمع، أي: [ ص: 45 ] ليس لواحد منهم ناصر واحد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية