الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون

                                                                                                                                                                                                                                      أولم يهد لهم الهمزة للإنكار، والواو للعطف، على منوي يقتضيه المقام، وفعل الهداية إما من قبيل: فلان يعطي في أن المراد إيقاع نفس الفعل بلا ملاحظة المفعول، وإما بمعنى التبيين، والمفعول محذوف. والفاعل ما دل عليه قوله تعالى: كم أهلكنا أي: أغفلوا. ولم يفعل الهداية لهم، أو ولم يبين لهم مآل أمرهم كثرة إهلاكنا من قبلهم من القرون مثل عاد وثمود وقوم لوط، وقرئ: (نهد لهم) بنون العظمة، وقد جوز أن يكون الفاعل على القراءة الأولى أيضا ضميره تعالى، فيكون قوله تعالى: كم أهلكنا ... إلخ. استئنافا مبينا لكيفية هدايته تعالى. يمشون في مساكنهم أي: يمرون في متاجرهم على ديارهم وبلادهم، ويشاهدون آثار هلاكهم. والجملة حال من ضمير "لهم"، وقرئ: (يمشون) للتكثير. إن في ذلك أي: فيما ذكر من كثرة إهلاكنا للأمم الخالية العاتية، أو في مساكنهم لآيات عظيمة في أنفسها كثيرة في عددها. أفلا يسمعون هذه الآيات سماع تدبر واتعاظ.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية