الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون

                                                                                                                                                                                                                                      22 - ومن أظلم ممن ذكر ؛ وعظ بآيات ربه ؛ أي: بالقرآن؛ ثم أعرض [ ص: 11 ] عنها ؛ أي: فتولى عنها؛ ولم يتدبر فيها؛ و"ثم"؛ للاستبعاد؛ أي: إن الإعراض عن مثل هذه الآيات في وضوحها؛ وإنارتها؛ وإرشادها إلى سواء السبيل؛ والفوز بالسعادة العظمى؛ بعد التذكير بها؛ مستبعد في العقل؛ كما تقول لصاحبك: "وجدت مثل تلك الفرصة ثم لم تنتهزها؟!"؛ استبعادا لتركه الانتهاز؛ إنا من المجرمين منتقمون ؛ ولم يقل: "منه"؛ لأنه إذا جعله أظلم كل ظالم ثم توعد المجرمين عامة بالانتقام منهم؛ فقد دل على إصابة الأظلم النصيب الأوفر من الانتقام؛ ولو قاله بالضمير؛ لم يفد هذه الفائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية