الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم أي: اذكر وقت أخذنا من النبيين كافة عهودهم بتبليغ الرسالة، والدعاء إلى الدين الحق. ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وتخصيصهم بالذكر مع [ ص: 92 ] اندراجهم في النبيين اندراجا بينا; للإيذان بمزيد مزيتهم وفضلهم، وكونهم من مشاهير أرباب الشرائع، وأساطين أولي العزم من الرسل. وتقديم نبينا عليهم عليهم الصلاة والسلام; لإبانة خطره الجليل. وأخذنا منهم ميثاقا غليظا أي: عهدا عظيم الشأن، أو مؤكدا باليمين. وهذا هو الميثاق الأول بعينه، وأخذه هو أخذه، والعطف مبني على تنزيل التغاير العنواني منزلة التغاير الذاتي تفخيما لشأنه، كما في قوله تعالى: ونجيناهم من عذاب غليظ إثر قوله تعالى: ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا . وقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية