الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زغم ]

                                                          زغم : تزغم الجمل : ردد رغاءه في لهازمه ، هذا الأصل ، ثم كثر حتى قالوا : تزغم الرجل إذا تكلم تكلم المتغصب مع تغضب . والتزغم : التغصب وتزمزم الشفة في برطمة ، وتزغمت الناقة . وقال أبو عبيد : التزغم التغضب مع كلام ، وقيل : مع كلام لا يفهم ، [ ص: 39 ] وقال غيره : التزغم صوت ضعيف ؛ قال البعيث :


                                                          وقد خلفت أسراب جون من القطا ‌‌‌‌زواحف ، إلا أنها تتزغم



                                                          وقيل : التزغم الغضب بكلام وغير كلام ؛ أنشد ابن الأعرابي :


                                                          فأصبحن ما ينطقن إلا تزغما     علي ، إذا أبكى الوليد وليد



                                                          يصف جورهن أي أنه إذا أبكى صبي صبيا غضبن عليه تجنيا ؛ وقال أبو ذؤيب يصف رجلا جاء إلى مكة على ناقة بين نوق :


                                                          فجاء وجاءت بينهن ، وإنه     ليمسح ذفراها تزغم كالفحل



                                                          قال الأصمعي : تزغمها صياحها وحدتها ، وإنما يمسح ذفراها ليسكنها . والتزغم : حنين حفي كحنين الفصيل ؛ قال لبيد :


                                                          فأبلغ بني بكر إذا ما لقيتها     على خير ما يلقى به من تزغما



                                                          يروى بالراء التهذيب : وأما الترغم ، بالراء ، فهو التغضب . وإن لم يكن معه كلام . وتزغم الفصيل : حن حنينا خفيفا . ورجل زغموم : عيي اللسان . وزغيم : طائر ، وقيل بالراء ، وزغمة : موضع ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وروي البيت الذي في زغب :


                                                          عليهن أطراف من القوم ، لم يكن     طعامهم حبا بزغمة أسمرا



                                                          وهو بزغبة ، بالباء ، في رواية ثعلب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية