الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنا مرسلو الناقة فتنة لهم [27] ولم يقل : لكم . قال أبو جعفر : التقدير لمن قرأ بالياء قال الله جل وعز "سيعلمون غدا" ، والقول يحذف كثيرا . والأصل إنا مرسلون حذفت النون تخفيفا وأضيف فتنة لهم . قال أبو إسحاق : فتنة مفعول له ، وقال غيره : هو مصدر أي فتناهم بذلك وابتليناهم . وكان ابتلاؤهم في ذلك أن الناقة خرجت لهم من صخرة صماء ناقة عظيمة فآمن بعضهم وكانت لعظمها كثيرة الأكل فشكوا ذلك إلى صالح صلى الله عليه وسلم فقالوا : قد أفنت الحشائش والأعشاب ومنعتنا من الماء ، فقال : ذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ، ترد الماء يوما ، وتردون يوما فكانت هذه الفتنة ( فارتقبهم واصطبر ) أي فاصبر على ارتقابك إياهم . والأصل واصتبر أبدل من التاء طاء؛ لأن الطاء أشبه بالصاد لأنهما مطبقتان . قال أبو إسحاق : ينطبق الحنك على اللسان بهما ، قال أيضا : وهما أيضا مطبقتان في الخط .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية