الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا

                                                                                                                                                                                                                                      19 - أشحة ؛ جمع شحيح؛ وهو البخيل؛ نصب على الحال من الضمير في "يأتون"؛ أي: يأتون الحرب بخلاء؛ عليكم ؛ بالظفر؛ والغنيمة؛ فإذا جاء الخوف ؛ من قبل العدو؛ أو منه - عليه الصلاة والسلام - رأيتهم ينظرون إليك ؛ في تلك الحالة؛ تدور أعينهم ؛ يمينا؛ وشمالا؛ كالذي يغشى عليه من الموت ؛ كما ينظر المغشي عليه من معالجة سكرات الموت؛ حذرا؛ وخورا؛ ولواذا بك؛ فإذا ذهب الخوف ؛ زال ذلك الخوف؛ وأمنوا؛ وحيزت الغنائم؛ سلقوكم بألسنة حداد ؛ [ ص: 24 ] خاطبوكم مخاطبة شديدة؛ وآذوكم بالكلام؛ "خطيب مسلق": فصيح؛ و"رجل مسلاق": مبالغ في الكلام؛ أي: يقولون: وفروا قسمتنا فإنا قد شاهدناكم؛ وقاتلنا معكم؛ وبمكاننا غلبتم عدوكم؛ أشحة على الخير ؛ أي: خاطبوكم أشحة على المال؛ والغنيمة؛ و"أشحة"؛ حال من فاعل "سلقوكم"؛ أولئك لم يؤمنوا ؛ في الحقيقة؛ بل بالألسنة؛ فأحبط الله أعمالهم ؛ أبطل بإضمارهم الكفر ما أظهروه من الأعمال؛ وكان ذلك ؛ إحباط أعمالهم؛ على الله يسيرا ؛ هينا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية