الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا

                                                                                                                                                                                                                                      يا نساء النبي تلوين للخطاب، وتوجيه له إليهن لإظهار الاعتناء بنصحهن، ونداؤهن ههنا، وفيما بعده بالإضافة إليه صلى الله عليه وسلم; لأنها التي يدور عليها ما يرد عليهن من الأحكام. من يأت منكن بفاحشة بكبيرة مبينة ظاهرة القبح من بين بمعنى "تبين" وقرئ بفتح الياء. والمراد بها كل ما اقترفن من الكبائر، وقيل: هي عصيانهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشوزهن، وطلبهن منه ما يشق عليه، أو ما يضيق به ذرعه ويغتم لأجله. وقرئ: (تأت) بالفوقانية. يضاعف لها العذاب ضعفين أي: يعذبن ضعفي عذاب غيرهن، أي: مثليه; لأن الذنب منهن أقبح. فإن زيادة قبحه تابعة لزيادة فضل المذنب والنعمة عليه، [ ص: 102 ] ولذلك جعل حد الحر ضعف حد الرقيق، وعوتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما لا يعاتب به الأمم. وقرئ: (يضعف) على البناء للمفعول، و (يضاعف) و (نضعف) بنون العظمة على البناء للفاعل، ونصب العذاب. وكان ذلك على الله يسيرا لا يمنعه عن التضعيف كونهن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل يدعوه إليه لمراعاة حقه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية