الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء ما أسكر كثيره فقليله حرام

                                                                                                          1865 حدثنا قتيبة حدثنا إسمعيل بن جعفر ح وحدثنا علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن جعفر عن داود بن بكر بن أبي الفرات عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أسكر كثيره فقليله حرام قال وفي الباب عن سعد وعائشة وعبد الله بن عمرو وابن عمر وخوات بن جبير قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من حديث جابر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن داود بن بكر بن أبي الفرات ) الأشجعي مولاهم المدني صدوق من السابعة .

                                                                                                          قوله : ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) فيه رد على من قال من الحنفية إن الخمر يحرم قليله وكثيره وغيره من المسكرات يحرم قدر المسكر منه دون القليل ، وهو باطل يبطله الأحاديث الكثيرة الصحيحة الصريحة .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن سعد وعائشة وعبد الله بن عمرو وابن عمر وخوات بن جبير ) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص فأخرجه الدارقطني والنسائي عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قليل ما أسكر كثيره . وأما حديث عائشة فأخرجه أحمد عنها مرفوعا : ما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام . وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه الدارقطني وفيه : حرام قليل ما أسكر كثيره ، وأخرجه أيضا أحمد والنسائي وابن ماجه . وأما حديث ابن عمر فأخرجه أحمد وابن ماجه والدارقطني وصححه ولفظه مثل لفظ حديث الباب . وأما حديث خوات بن جبير فأخرجه الدارقطني والطبراني والحاكم في المستدرك . وقال المنذري بعد الكلام على حديث جابر المذكور في الباب ما نصه : وقد روي هذا الحديث من رواية علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمرو ، وحديث سعد بن أبي وقاص أجودها إسنادا ، فإن النسائي رواه في سننه عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وهو أحد الثقات عن الوليد بن كثير ، وقد احتج به البخاري [ ص: 493 ] ومسلم في الصحيحين عن الضحاك بن عثمان ، وقد احتج به مسلم في صحيحه عن بكير بن عبد الله الأشج عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، وقد احتج البخاري ومسلم بهما في الصحيحين انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب من حديث جابر ) وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان وصححه ، وقال الحافظ ابن حجر : رجاله ثقات .




                                                                                                          الخدمات العلمية