الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 157 ] كتاب الاعتكاف .

                                                                                                                          وهو في اللغة : لزوم الشيء والإقبال عليه . وفي الشرع : لزوم المسجد لطاعة الله تعالى فيه عن صاحب " المطالع " وغيره . قال ابن سيده : يقال عكف يعكف ويعكف عكفا وعكوفا واعتكف : لزم المكان . والعكوف : الإقامة في المسجد .

                                                                                                                          " إلا أن ينذره " .

                                                                                                                          بكسر الذال وضمها عن الجوهري وغيره .

                                                                                                                          " إن كان بينهما مهاياة " .

                                                                                                                          قال ابن عباد في كتابه " المحيط " : والمهاياة يعني بغير همز ، أمر يتهايى القوم عليه فيتراضون . قلت : ويجوز أن يكون مهموزا " مفاعلة " من الهيأة ؛ أي يتفقون على صورة معينة .

                                                                                                                          " في مسجد يجمع فيه " .

                                                                                                                          أي تقام فيه صلاة الجماعة ، ويجتمع فيه لها . يقال : قوم جميع ؛ أي مجتمعون . فأما صلاة الجمعة فيقال : يجمع فيه بتشديد الميم ، نص عليه ابن القطاع وغيره من أهل اللغة .

                                                                                                                          [ ص: 158 ] " يتخلله " .

                                                                                                                          أي يتخلل الجمعة اعتكافه ؛ أي يكون في خلله .

                                                                                                                          " وأفضلها المسجد الحرام ، ثم مسجد المدينة ، ثم الأقصى " .

                                                                                                                          فالمسجد الحرام : مسجد الكعبة ، وسمي الحرام لما يذكر في " دخول مكة " .

                                                                                                                          ومسجد المدينة : مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، والمدينة لها أسماء : المدينة وطابة وطيبة بفتح الطاء . وقيدته بفتح الطاء احترازا من طيبة بكسرها ، فإنها قرية قرب زرود . ويثرب كان اسمها قديما ، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من التثريب ، وهو التعيير والاستقصاء في اللوم . وتسميتها في القرآن " يثرب " حكاية لقول من قالها من المنافقين . وقيل : يثرب اسم أرضها . وقيل : سميت يثرب باسم رجل من العمالقة كان أول من نزلها . وقال عيسى بن دينار : من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة . والمسجد الأقصى : مسجد بيت المقدس ، وسمي الأقصى لبعده من المسجد الحرام . وقيل : لأنه أبعد المساجد التي تزار . ويأتي ذكر المدينة في باب " صيد الحرم ونباته " .

                                                                                                                          [ ص: 159 ] " كحاجة الإنسان " .

                                                                                                                          يريد الخروج للبول والغائط .

                                                                                                                          " فسد اعتكافه " .

                                                                                                                          بفتح السين وكسرها وضمها .

                                                                                                                          " بفعل القرب " القرب : جمع قربة وهي كل ما يتقرب به إلى الله تعالى ؛ أي يطلب به القرب عنده .

                                                                                                                          " ما لا يعنيه " .

                                                                                                                          بفتح الياء ولا يجوز ضمها . قال الجوهري ؛ أي ما لا يهمه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية