الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ زلخ ]

                                                          زلخ : الزلخ : رفعك يدك في رمي السهم إلى أقصى ما تقدر عليه ، تريد بعد الغلوة ؛ وأنشد :


                                                          من مائة زلخ بمريخ غال

                                                          الأزهري : وسئل أبو الدقيش عن تفسير هذا البيت بعينه فقال : الزلخ أقصى غاية المغالي . والزلخ : غلوة سهم ؛ قال الأزهري : الذي قاله الليث إن الزلخ رفعك يدك في رمي السهم ، حرف لم أسمعه لغيره ؛ قال : وأرجو أن يكون صحيحا . وزلخت الإبل تزلخ زلخا : سمنت . وعنق زلاخ : شديد ؛ قال :


                                                          يردن قبل فرط الفراخ     بدلج وعنق زلاخ



                                                          وناقة زلوخ : سريعة . وقال خليفة الضبابي : الزلجان والزلخان في المشي التقدم في السرعة . والزلخ : المزلة تزل منها الأقدام لندواتها لأنها صفاة ملساء . وعقبة زلوخ : طويلة بعيدة . وركية زلوخ وزلخ : [ ص: 48 ] ملساء أعلاها مزلة يزلق فيها من قام عليها ؛ وقال الشاعر :


                                                          كأن رماح القوم أشطان هوة     زلوخ النواحي ، عرشها متهدم



                                                          وبئر زلوخ وزلوج : وهي المتزلقة الرأس ؛ ومكان زلخ ، بكسر اللام ، ويقال : زلخ ، ومقام زلخ مثل زلج أي دحض مزلة ، وصف بالمصدر ، ومزلة زلخ ، كذلك ؛ قال :


                                                          قام على منزعة زلخ فزل

                                                          أبو زيد : زلخت رجله وزلجت ؛ قال الشاعر :


                                                          فوارس نازلوا الأبطال دوني     غداة الشعب في زلخ المقام



                                                          وزلخ رأسه زلخا : شجه ؛ هذه عن كراع . والزلخة ، بتشديد اللام : وجع يعرض في الظهر ؛ وقال ابن سيده : هو داء يأخذ في الظهر والجنب ؛ قال :


                                                          كأن ظهري أخذته زلخه     لما تمطى بالفري المفضخه



                                                          الزلخة : " مثل القبرة الزحلوقة يتزلج منها الصبيان ؛ وأنشد أبو عمرو :


                                                          وصرت من بعد القوام أبزخا     وزلخ الدهر بظهري زلخا



                                                          قال أبو الهيثم : اعتلت أم الهيثم الأعرابية فزارها أبو عبيدة وقال لها : عم كانت علتك ؟ فقالت : كنت وحمى سدكة ، فشهدت مأدبة ، فأكلت جبجبة ، من صفيف هلعة ، فاعترتني زلخة ؛ قلنا لها : ما تقولين يا أم الهيثم ؟ فقالت : أوللناس كلامان ؟ وفي الحديث : إن فلانا المحاربي أراد أن يفتك بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ، فلم يشعر به إلا وهو قائم على رأسه ومعه السيف ، فقال : اللهم اكفنيه بما شئت فانكب لوجهه من زلخة زلخها بين كتفيه وندر سيفه ؛ يقال : رمى الله فلانا بالزلخة بضم الزاي وتشديد اللام وفتحها ، وهو وجع يأخذ في الظهر لا يتحرك الإنسان من شدته ، واشتقاقها من الزلخ وهو الزلق ويروى بتخفيف اللام ؛ قال الخطابي : ورواه بعضهم فزلج بين كتفيه ، بالجيم ، قال : وهو غلط . وكانت صاحبة يوسف الصديق ، عليه السلام ، تسمى زليخا فيما زعم المفسرون .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية