الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (8) قوله : والذين كفروا : يجوز أن يكون مبتدأ ، والخبر محذوف . تقديره : فتعسوا وأتعسوا ، يدل عليه " فتعسا " فتعسا منصوب بالخبر . ودخلت الفاء تشبيها للمبتدأ بالشرط . وقدر الزمخشري الفعل الناصب لـ " تعسا " فقال : " لأن المعنى : فقال تعسا أي : فقضى تعسا لهم " . قال الشيخ : " وإضمار ما هو من لفظ المصدر أولى " . والثاني : أنه منصوب بفعل مقدر يفسره " فتعسا لهم " كما تقول : زيدا جدعا له ، كذا قال الشيخ تابعا للزمخشري . وهذا لا يجوز لأن " لهم " لا يتعلق بـ " تعسا " ، إنما هو [ ص: 688 ] متعلق بمحذوف لأنه بيان أي : أعني لهم : وقد تقدم تحقيق هذا والاستدلال عليه . فإن عنيا إضمارا من حيث مطلق الدلالة لا من جهة الاشتغال فمسلم ، ولكن تأباه عبارتهما وهي قولهما : منصوب بفعل مضمر يفسره " فتعسا لهم " ، و " أضل " عطف على ذلك الفعل المقدر أي : أتعسهم وأضل أعمالهم . والتعس : ضد السعد يقال : تعس الرجل بالفتح تعسا وأتعسه الله . قال مجمع :


                                                                                                                                                                                                                                      4053 - تقول وقد أفردتها من حليلها تعست كما أتعستني يا مجمع



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : تعس بالكسر ، عن أبي الهيثم وشمر وغيرهما . وعن أبي عبيدة : تعسه وأتعسه متعديان فهما مما اتفق فيهما فعل وأفعل وقيل : التعس ضد الانتعاش . قال الزمخشري : " وتعسا له نقيض لعا له " يعني أن كلمة " لعا " بمعنى انتعش . قال الأعشى :


                                                                                                                                                                                                                                      4054 - بذات لوث عفرناة ، إذا عثرت     فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا



                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : التعس الهلاك . وقيل : التعس الجر على الوجه ، والنكس الجر على الرأس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية