الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعلا -: ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ؛ و " الحبل " : العهد؛ فأعلم الله أنهم بعد عز كانوا فيه؛ يبلغون في الذلة ما لا يبلغه أهل مكة؛ وكانوا ذوي منعة؛ ويسار؛ فأعلم الله أنهم يذلون أبدا؛ إلا أن يعزوا بالذمة التي يعطونها في الإسلام؛ وما بعد الاستثناء ليس من الأول؛ إنهم أذلاء إلا أنهم يعتصمون بالعهد إذا أعطوه.

                                                                                                                                                                                                                                        وأعلم الله أنهم جعلت عقوبتهم هذه العقوبة الغليظة في الدنيا؛ والآخرة؛ لتغليظ ما ركبوه؛ فقال - جل وعلا: ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ؛ موضع " ذلك " : رفع بالابتداء؛ المعنى: " أمرهم ذلك " ؛ و " حقهم ذلك بكفرهم؛ وقتلهم الأنبياء " ؛ وأعاد ذكر " ذلك " ؛ ثانية؛ فقال: ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ؛ [ ص: 458 ] الاعتداء: المجاوزة في كل شيء؛ مجاوزة القدر؛ المعنى: حقها بكفرهم؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية