الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن الإخشيذ

                                                                                      الملك أبو محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج بن جف التركي .

                                                                                      ولد سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وكان أميرا في دولة عمه الإخشيذ محمد بن طغج ، وكذا في أيام كافور ، فمات كافور ، فأقام الأمراء في الدست أبا الفوارس أحمد بن الملك علي بن الإخشيذ صبيا له إحدى عشرة سنة ، وجعلوا أتابكه الحسن هذا ، وكان صاحب الرملة ، وقد مدحه المتنبي بقوله : [ ص: 224 ]

                                                                                      أيا لائمي إن كنت وقت اللوائم علمت بحالي بين تلك المعالم

                                                                                      وهي بديعة . ثم تمكن الحسن ، وتزوج ببنت عمه فاطمة ، ودعي له على المنابر بعد أبي الفوارس إلى نصف شعبان سنة 358 فوصلت جيوش المغاربة مع جوهر ، وتملكوا ، وزالت الدولة الإخشيذية ، وكانت خمسا وثلاثين سنة .

                                                                                      وكان الحسن قد فر من القرامطة ، وأخذوا منه الرملة ، وتمكن بمصر ، وقبض على الوزير بن حنزابة ، ثم انحاز إلى الشام ، ثم حارب المغاربة مع جعفر بن فلاح ، فأسره جعفر ، وبعث به إلى مصر فسجن مدة ولم يؤذوه ، ولم يبلغني هل بقي مسجونا زمانا أو عفي عنه ، إلا أنه مات في رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة بمصر ، وصلى عليه العزيز بالله في القصر .

                                                                                      وأما الصبي أبو الفوارس فإنه عاش إلى ربيع الأول سنة سبع وسبعين ، وتوفي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية