الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: منفطر به ؛ ولم يقل: "منفطرة" - و"منفطرة"؛ جائز؛ وعليه جاء: إذا السماء انفطرت -؛ ولا يجوز أن يقرأ في هذا الموضع: "السماء منفطرة"; لخلاف المصحف؛ والتذكير على ضربين؛ أحدهما على معنى: "السماء": معناه: السقف؛ قال الله - عز وجل -: وجعلنا السماء سقفا محفوظا ؛ والوجه الثاني على قوله: "امرأة مرضع"؛ أي: على جهة النسب؛ المعنى: "السماء ذات انفطار"؛ كما تقول: "امرأة مرضع"؛ أي: "ذات رضاع".

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أولي النعمة ؛ "النعمة": التنعم؛ و"النعمة": اليد الجميلة عند الإنسان؛ والصنع من الله (تعالى)؛ ولو قرئت: "أولي النعمة"؛ لكان وجها؛ لأن المنعم عليهم يكونون مؤمنين؛ وغير مؤمنين؛ قال الله - جل ثناؤه -: صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ؛

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 244 ] وقوله - جل وعز -: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ؛ معناه: خيرا لكم من متاع الدنيا؛ و"خيرا"؛ منصوب؛ مفعول ثان لـ "تجدوه"؛ ودخلت "هو"؛ فصلا؛ وقد فسرنا ذلك فيما سلف من الكتاب؛ ولو كان في غير القرآن لجاز "تجدوه هو خير"؛ فكنت ترفع بـ "هو"؛ ولكن النصب أجود في العربية؛ ولا يجوز في القرآن غيره.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية