الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله : إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ؛ معنى - " قتل " ؛ ههنا: "لعن"؛ ومثله: قتل الخراصون ؛ [ ص: 247 ] وكان الوليد بن المغيرة قال لرؤساء أهل مكة: قد رأيتم هذا الرجل - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمتم ما فشا من أمره؛ فإن سألكم الناس عنه؛ ما أنتم قائلون؟ قالوا نقول: هو مجنون؛ قال: إذن يخاطبوه فيعلموا أنه غير مجنون؛ قالوا: فنقول: إنه شاعر؛ قال: هم العرب؛ يعلمون الشعر؛ ويعلمون أن ما أتى به ليس بشعر؛ قالوا: فنقول: إنه كاهن؛ قال: الكهنة لا تقول: إنه يكون كذا وكذا إن شاء الله؛ وهو يقول: إن شاء الله؛ فقالوا: قد صبأ الوليد؛ وجاء أبو جهل؛ ابن أخيه؛ فقال: إن القوم يقولون: إنك قد صبوت؛ وقد عزموا على أن يجمعوا لك مالا فيكون عوضا مما تقدر أن تأخذ من أصحاب محمد؛ فقال: والله ما يشبعون؛ فكيف أقدر أن آخذ منهم مالا؛ وإني لمن أيسر الناس؟ ومر به جماعة فذكروا له ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ففكر وعبس وجهه وبسر؛ أي: نظر بكراهة شديدة؛ فقال: ما هذا الذي أتى به محمد إلا سحر يأثره عن مسيلمة؛ وعن أهل بابل.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية