الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (5) قوله : ليدخل : في متعلق هذه اللام أربعة أوجه ، أحدها : محذوف تقديره : يبتلي بتلك الجنود من شاء فيقبل الخير ممن أهله له ، والشر ممن قضى له به ليدخل ويعذب . الثاني : أنها متعلقة بقوله : " إنا فتحنا " . الثالث : أنها متعلقة بـ " ينصرك " . الرابع : أنها متعلقة بـ " يزدادوا " . واستشكل هذا : بأن قوله تعالى : " ويعذب " عطف عليه ، وازديادهم الإيمان ليس مسببا عن تعذيب الله الكفار . وأجيب : بأن اعتقادهم أن الله يعذب الكفار يزيد في إيمانهم لا محالة . وقال الشيخ : " والازدياد لا يكون سببا لتعذيب الكفار . وأجيب : بأنه ذكر لكونه مقصودا للمؤمن . كأنه قيل : بسبب ازديادكم في الإيمان يدخلكم الجنة ، ويعذب الكفار بأيديكم في الدنيا " . وفيه نظر ; كان ينبغي أن يقول : لا يكون مسببا عن تعذيب الكفار ، وهذا يشبه ما تقدم في ليغفر لك الله .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " عند الله " متعلق بمحذوف ، على أنه حال من " فوزا " لأنه صفته في الأصل . وجوز أبو البقاء أن يكون ظرفا لمكان ، وفيه خلاف ، وأن يكون ظرفا لمحذوف دل عليه الفوز أي : يفوزون عند الله . ولا يتعلق بـ " فوزا " لأنه مصدر ; فلا يتقدم معموله عليه . ومن اغتفر ذلك في الظرف جوزه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 711 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية