الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[طرق حديث ابن عمر : ]

قال أبو عبد الله : وقد روى جماعة من الرواة هذا الخبر ، عن ابن عمر ، أنه كان حاضرا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، حين جاءه جبريل ، وسأله عن هذه المسائل ، وأسقطوا ذكر عمر فيما بينه ؛ وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وزادوا ونقصوا من متن الحديث ، وغيروا بعض ألفاظه ، فمن ذلك ما .

368 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، ثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : سألت ابن عمر أو سأله رجل فقلت : إنا نسير في هذه الأرض ، فتلقانا أقوام يقولون : لا قدر ؟ فقال ابن عمر : إذا لقيت أولئك ، فأخبرهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء ، وهم منه براء ، قالها ثلاث مرات ، ثم أنشأ يحدثنا قال : " بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ إذ جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله! أدنو ؟ ! قال : " ادن " ، فدنا رتوة ، حتى كادت ركبته تمس ركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : يا رسول الله! ، ما الإيمان ؟ ! قال : " أن تؤمن بالله وملائكته ، وبكتابه ، وبرسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر " ، قال : أراه ، قال : ، خيره وشره " ، قال : صدقت ، قال : فما الإسلام ؟ ! قال : " إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم شهر رمضان ، والاغتسال من الجنابة " ، كل ذلك يقول له : صدقت ، ونحن نقول : ما رأينا رجلا أشد توقيرا لرسول الله [ ص: 377 ] - صلى الله عليه وسلم - من هذا ، كأنه يعلم رسول الله ، فلما استبعد ، قال : " التمسوا الرجل! " ، فالتمسوه ، فلم يوجد ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا جبريل ، جاءكم يعلمكم دينكم ، لم يأت في صورة ، إلا عرفته غير هذه الصورة " .

369 - حدثنا إسحاق ، أنا أبو نعيم ، ثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن ابن يعمر ، قال : قلت لابن عمر : إنا نسافر فنلقى أقواما ، يقولون : لا قدر ، فذكر الحديث بمثل معناه . [ ص: 378 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية