الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 318 ] متكئين على رفرف خضر [76]

                                                                                                                                                                                                                                        فخضر جمع أخضر ، ورفرف لفظه لفظ واحد ، وقد نعت بجمع لأنه اسم للجمع كما قال : مررت برهط كرام وقوم لئام ، وكذا : هذه إبل حسان وغنم صغار ( وعبقري ) مثله غير أنه يجوز أن يكون جمع عبقرية ، وقد قرأ عاصم الجحدري ( متكئين على رفارف خضر وعباقري حسان ) وقد روى بعضهم هذه القراءة عن عاصم الجحدري عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسنادها ليس بالصحيح ، وزعم أبو عبيد أنها لو صحت لكانت وعباقري بغير إجراء ، وزعم أنه هكذا يجب في العربية . قال أبو جعفر : وهذا غلط بين عند جميع النحويين لأنهم قد أجمعوا جميعا أنه يقال رجل مدائني بالصرف ، وإنما توهم أنه جمع ، وليس في كلام العرب جمع بعد ألفه أربعة أحرف لا اختلاف بينهم أنك لو جمعت عبقرا لقلت عباقر ، ويجوز على بعد عباقير ، ويجوز عباقرة . فأما عباقري في الجمع فمحال والعلة في امتناع جواز عباقري أنه لا يخلو من أن يكون منسوبا إلى عبقر فيقال : عبقري أو يكون منسوبا إلى عباقر فيرد إلى الواحد فيقال أيضا : عبقري كما شرط النحويون جميعا في النسب إلى الجمع أنك تنسب إلى واحده فتقول في النسب إلى المساجد : مسجدي وإلى العلوم علمي وإلى الفرائض فرضي فإن قال قائل فما يمنع من أن يكون عباقرا اسم موضع ثم ينسب إليه كما يقال : معافري؟ قيل له : إن كتاب الله جل وعز لا يحمل على ما لا يعرف وتترك حجة الإجماع .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية