الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (92) قوله تعالى : لن تنالوا : النيل : إدراك الشيء ولحوقه ، وقيل هو العطية ، وقيل : هو تناول الشيء باليد ، يقال : نلته أناله نيلا . قال تعالى : ولا ينالون من عدو نيلا . وأما النول بالواو فمعناه التناول ، يقال : نلته أنوله أي : تناولته ، وأنلته زيدا أنوله إياه أي : ناولته إياه ، كقولك : عطوته أعطوه بمعنى تناولته ، وأعطيته إياه إذا ناولته إياه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : حتى تنفقوا بمعنى إلى أن ، و "من " في مما تحبون تبعيضية ، يدل عليه قراءة عبد الله : "بعض ما تحبون " ، وهذه عندي ليست قراءة بل تفسير معنى . "ما " موصولة وعائدها محذوف ، والقول بكونها نكرة موصوفة لا معنى له ، وقد جوز ذلك أبو البقاء فقال : [ "أو نكرة موصوفة ، ولا تكون مصدرية لأن المحبة لا تنفق ، فإن جعلت المحبة بمعنى المفعول جاز على رأي علي " ] يعني يبقى التقدير : من الشيء المحبوب ، وهذان الوجهان ضعيفان ، والأول أضعف .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وما تنفقوا من شيء تقدم نظيره في البقرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية